للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠ - الإسرائيلي الإشبيلي *

شاعر وقته، وكان يهوديًا فأسلم، ديوانه مشهور.

توفي غريقًا في البحر سنة ثمان وخمسين وست مئة كهلًا.

ونظمه في الذّروة، وله ديوان يحفظه الأدباء لحسنه، وهو القائل:

مضى الوصلُ إلّا منيةً تبعثُ الأسى … أداوي بها همِّي إذا الليل عَسعَسا

أتاني حديث الوصل زَورًا على النوى … رداءً وسقاني من الحب أكؤُسا

وله:

تأمَّلْ لظى شوقي وموسى يَشُبُّها … تجد خير نارٍ عندها خير مُوقِدِ

إذا ما رَنَا شزْرًا فعن لحظِ أحورٍ … وإن يلوِ إعراضًا فصفحةُ أغيَدِ

وعذَّب بالي نعَّم الله باله … وسهَّدَني لا ذاق بلوى التسهُّدِ

فيا طيبَ سُكْر الحب لولا جنونُه … مَحَالذَّة النشوان سكرُ المعربِدِ

وبلغني عن أبي حيان النَّحْوي: أنَّ قاضي الأندلس محمّد بن أبي نصر قال: نظم الهيثم مديحًا في المتوكل بن هود، وقدمت ألويةٌ وأعلام من الخليفة العباسي، ولم يتابع أحدٌ بني العباس قبله بالأندلس، فحضر ابن سهل عند الهيثم وهو ينشد قصيدته، فقال ابن سهل - وكان حَدَثًا وفهمًا -:

أعلامه السُّودُ إعلامٌ بسُؤدَدِه … كأنهنَّ بخدِّ المُلك خِيلانُ

فقال: أهذا لك؟ قال: نعم، الساعةَ قلتُه، فقال: إن عاش هذا ليكوننَّ أشعرَ أهل الأندلس.


(*) تاريخ الإسلام: ١٤/ ٩١١، الوافي بالوفيات: ١/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>