للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنشدني صلاح الدين، أنشدنا الأستاذ أبو حيان لابن سهل يمدح النبيَّ قبل أن يُسلِم:

ورَكْبٍ دعتهم نحوَ طَيْبةَ نيَّةٌ … فما وجدتْ إلّا مطيعًا وسامعا

يسابق وَخْدَ العِيس ماء شؤونهم … فيَقْفون بالشوق المَليّ المَدامعا

إذا انعطفوا أو رجّعوا الذِّكر خِلتَهم … غصونًا لِدانًا أو حمامًا سواجعا

تضيء من التقوى خبايا صدورهم … وقد لَبِسوا الليلَ البهيمَ مَدارعا

تكاد مناجاة النبيّ محمد … تنمُّ بهم مِسْكًا على الشمّ ذائعا

تَلاقَى على وِرْد اليقين قلوبهم … خوافق يذكرن القَطا والمشارعا

قلوب عرفن الحق فهي قد انطوت … عليها جنوبٌ ما عرفن المضاجعا

سقى دمعُهم غرسَ الأسى في ثَرَى الجَوَى … فأنبت أزهارَ الشُّحوب الفواقعا

تساقَوْا لِبان الصدق محضًا بعزمهم … وحرّم تفريطي عليَّ المراضعا

فلا تصرفوه إن قتلتم فإنه … أمانتكم ألا فردُّوا الودائعا

مع الجَمَرات ارموا فؤادي فإنه … حصاةٌ تلقَّت من يد الشوق صادعا

بلغتَ نصاب الأربعين فزكِّها … بفعل تُرى فيه منيبًا ورابعا

وما اشتبَهَت طرق النجاة وإنما … ركبتَ إليها من يقينك ظالعا

وهذا مَعين النصح إن كنت واردًا … وهذا دليل الفوز لو كنت تابعا

هم دخلوا باب القَبول بقَرْعهم … وحسبيَ أن أبقى لسنّي قارعا

ووالله مالي في الدخول وسيلةٌ … تُرجَّى ولكنْ أعرف البابَ واسِعا

<<  <  ج: ص:  >  >>