أنشدني صلاح الدين، أنشدنا الأستاذ أبو حيان لابن سهل يمدح النبيَّ ﷺ قبل أن يُسلِم:
ورَكْبٍ دعتهم نحوَ طَيْبةَ نيَّةٌ … فما وجدتْ إلّا مطيعًا وسامعا
يسابق وَخْدَ العِيس ماء شؤونهم … فيَقْفون بالشوق المَليّ المَدامعا
إذا انعطفوا أو رجّعوا الذِّكر خِلتَهم … غصونًا لِدانًا أو حمامًا سواجعا
تضيء من التقوى خبايا صدورهم … وقد لَبِسوا الليلَ البهيمَ مَدارعا
تكاد مناجاة النبيّ محمد … تنمُّ بهم مِسْكًا على الشمّ ذائعا
تَلاقَى على وِرْد اليقين قلوبهم … خوافق يذكرن القَطا والمشارعا
قلوب عرفن الحق فهي قد انطوت … عليها جنوبٌ ما عرفن المضاجعا
سقى دمعُهم غرسَ الأسى في ثَرَى الجَوَى … فأنبت أزهارَ الشُّحوب الفواقعا
تساقَوْا لِبان الصدق محضًا بعزمهم … وحرّم تفريطي عليَّ المراضعا
فلا تصرفوه إن قتلتم فإنه … أمانتكم ألا فردُّوا الودائعا
مع الجَمَرات ارموا فؤادي فإنه … حصاةٌ تلقَّت من يد الشوق صادعا
بلغتَ نصاب الأربعين فزكِّها … بفعل تُرى فيه منيبًا ورابعا
وما اشتبَهَت طرق النجاة وإنما … ركبتَ إليها من يقينك ظالعا
وهذا مَعين النصح إن كنت واردًا … وهذا دليل الفوز لو كنت تابعا
هم دخلوا باب القَبول بقَرْعهم … وحسبيَ أن أبقى لسنّي قارعا
ووالله مالي في الدخول وسيلةٌ … تُرجَّى ولكنْ أعرف البابَ واسِعا