للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الموفِّق، وقلَّ أن ترى العيونُ مثلَ نصر (١).

٦٨٤ - ابن قوام *

العالم الزاهد، القُدوة الرَّبّاني، الشيخ محمد بن عمر ابن الشيخ أبي بكر بن قوام البالِسِيّ.

روى لنا عن أصحاب ابن طَبَرزَد، وكان يحبُّ الحديث ويُسمِّع أولاده، وفيه تواضع ومروءة، وعليه سَكينة وهَيْبة، وهو ذو صدق وإخلاص وتمسُّكٍ بالسُّنن، وله قَبول عظيم، ومحبة في القلوب.

عرض الدولةُ راتبًا لزاويته فامتنع، ووقف بعضُ التجار عليها بعض


(١) ولشيخ الإسلام ابن تيميّة رسالة مشهورة مطوّلة إلى الشيخ نصر المَنْبِجِي يتلطّف له فيها غايةَ التلطُّف يبسط له فيها أفكاره وآراءه، وما يعتقده في التصوُّف والسالكين فيه، افتتحها بقوله: "من أحمد بن تيميّة إلى الشيخ العارف القُدوة السالك الناسك أبي الفتح نصر، فتح الله على باطنه وظاهره، ما فتح فيه به على قلوب أوليائه" وفيها: "فإنَّ الله قد أنعم على الشيخ، وأنعم به نعمةً باطنةً وظاهرةً في الدِّين والدُّنيا، وجعل له عند خاصّةِ المسلمين الذين لا يريدون عُلّوًا في الأرض ولا فسادًا منزلةً عليَّةً، ومودَّةً إلهيَّةً، لِمَا مَنَحه الله تعالى به من حُسن المعرفة والقصْد"، وختمها داعيًا له بقوله: "الشيخ: أيَّد الله تعالى به الإسلام، ونفع المسلمين ببركة أنفاسِه، وحُسْنِ مقاصده، ونُور قلبه. . .".
قلنا: إنما سُقنا هذه العبارات لشيخ الإسلام لأجل التأكيد على ما ألمَحَ إليه الإمام الذهبي هنا بأسلوبه الرائع الرزين، فيما يمكن أن يقع بين العلماء، أو الأقران - كما ذكر - من خلاف في بعض الوجوه المختلفة، وأنَّ هذا سببه في الغالب هو تطفُّل الجهّال الذين وصفهم بالأوباش وما يمكن أن يُحدثوه بينهم، وأنَّ الأساس في دفع ضررهم هو حُسن القصد والطوِيَّة، وهذا ما كان لدى الشيخين، رحمهما الله تعالى. ينظر: مجموع الفتاوى: ٢/ ٤٥٢ - ٤٧٩، ومجموعة الرسائل والمسائل لابن تيميّة: ١٦١.
(*) معجم الشيوخ الكبير: ٢/ ٢٦٠، الوافي بالوفيات: ٤/ ١٩٨، الدرر الكامنة: ٥/ ٣٨٣، شذرات الذهب: ٨/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>