تملَّك هذا، وحارب السلطان أبا دبُّوس فظَفِرَ به وقتله في سنة ثمان وستين وست مئة.
وعاش إلى سنة ثمانين أو نحوها، وتوفي، فتَسلطَن بعده ابنُه يوسف الذي قُتل محاصِرًا تِلِمْسان، وممالكُه واسعة وعساكره كثيرة، سامحه الله، والسَّلطَنة فيهم إلى الآن، ولهم قوةُ دولة قاهرة وجهاد.
٣٠٩ - الخَزْرجيّ *
الشاعر المُحسِن، الإمام ضياء الدين، علي بن محمد بن يوسف بن عَفيف، الأنصاري الخزرجي السَّعْدي، الأندلسي الغَرْناطي نزيل الثَّغْر.
ولد سنة خمس وتسعين وخمس مئة تقريبًا.
وسمع من: ابن حَوْط الله، وبالإسكندرية من جعفر، وابن رواج، وله النَّظم البديع.
روى عنه: الدِّمْياطي، والبِرْزالي في "مُعجَمَيهما".
عُمِّر وأُقعد وأَضرَّ.
وكان قد حجَّ في سنة إحدى عشرة وست مئة، ولقي المشايخ، ثم رجع إلى الوطن ولقي أبا زيد الفازازيّ، ثم استوطن الإسكندرية، وكان يتزهّد.
وهو القائل:
قلبٌ يقوم به الغَرام ويقعُدُ … وجَوًى يفوقُ وعَبْرةٌ تَتصعَّدُ
للهِ ما يَلقاهْ قتيلٌ منهم … أحشاؤه ممّا به تتوقَّدُ
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٧٦، الوافي بالوفيات: ٢٢/ ٩٨.