للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لمّا جاء الكاملُ خطر له أن يجيءَ إليّ وجاءت مقدِّمات وحُجَّاب، وأنا أسلُق فُولًا، فقلت لرجلٍ أن يُحالَ بيني وبينه، فلمّا وصل قال له ناصحٌ: المملكة عظيمة، إن أَذِنَ لك صرفَك كالآحاد، ونصحك بما لا تُطيقه، والمصلحة الاقتصارُ على الباب، فقال: حَصَلَت النيةُ، وانصرف.

قال: قرأتُ على القَبّاري كثيرًا من "رسالة القُشيري"، فقال لي يومًا: ما أحب أن أسمع شيئًا خارجًا عن الكتاب والسُّنة، وكان يرجِّح كلام الفقهاء. إلى أن قال: وكان إذا سئل عن مسألة ذُكر فيها نصُّ مالك له سأَل عن دليلها، ويقف مع الكتاب والسنة. ولقد رأيته يدقِّق على الأذكياء، فإن لم يقدر رجع إلى الاحتياط بالترك أو بالتشديد على النفس، وكان كثيرًا ما يطلب مذهب أحمد، ويقول: كان صاحب حديث، ويذكر أنه سمع "مسنده" بمكة، وما أظنه سمع شيئًا فنسيه، وكان يحفظ "الجمع بين الصحيحين" من زمن الصِّبا. وكان قلَّ أن يتكلَّم إلّا مبتسِمًا، وكان إذا أقبل على مقدّمات الصلاة كأنه مصاب أصابه الألم والجُذَام.

توفي في شعبان سنة اثنتين وستين وست مئة وهو في عَشْر الثمانين، وقد استوفيتُ سيرته في "تاريخ الإسلام".

٤٠ - ابن الأُستاذ *

قاضي حلب وابن قاضيها، الإمام كمال الدين، أبو بكر أحمد ابن القاضي زَين الدين عبد الله ابن المحدث أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن عُلْوان ابن الأُستاذ، الأَسَدي الحلبي، الشافعي.

سمع ثابت بن مشرَّف، وجدَّه أبا محمد، وابن رُوزْبة، وعدّة، وحضر


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٠، الوافي بالوفيات ٧/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>