وكان أبوه نائب الملك المسعود ابن الكامل، فلما سمع بموت المسعود غَلَبَ على اليمن، واستمرَّ نيفًا وعشرين سنة إلى أن قُتل، فقامت بنتُه الشمسية وأنفقت الأموال وتمكَّنت، وأقبل المظفَّر من المَهجَم فلاطفَ مماليك أبيه وخدعهم، وقال: لا تجمعوا قتلَ أبينا وخروجَ المُلْكِ منا، فأطاعوه، وأتَوْا بابن عمِّه فخر الدين الذي سلطنوه ملكًا.
امتدت سلطنته، وكان يدعى تُبَّعًا الأكبر، ويقال له: الخليفة، وكان قد قاتل الزَّيديّةَ مرات، ثم هادَنَهم، ولهم شَوْكة ومَنَعة وقلاع كثيرة.
٤٢٧ - بَيْدُو *
ابن النَّوين طُوغاي بن هولاكو المَغُلي، صاحب العراق والعجم.
من كبار النَّوينات، فسيَّره القان كَيْختو ليردَعَ حراميَّة الأعراب بالسَّوَاد، فسار إليهم فما نفع بمنعها بالبطائح، فنَهَبَ وسَبَى الذُّرية وأَسر الفلّاحين، ورجع، فلامه القانُ واعتقله ثلاثة أيام، ثم أطلقه، فضَمَر الشَّرَّ، وتغيَّرت الأمراءُ على كيختو، وكاتَبوا بايدو ثم قَبَضوا على كيختو وقتلوه وملَّكوا بايدو، وغضب غازان بن أرغون نائب خراسان فطَوَى البلاد وأقبل ليتملَّك، وقَصَد بايدو، وبعث أولًا النَّوين نَوْروز إلى بيدو يُنكِر عليه قتل عمِّه كيختو، فاعتلَّ وأحال على الأمراء، والتمس من نَوروز إصلاحَ أمره، وتردَّدَت الرسلُ بينهما، ومالت الأمراء إلى غازان فهرب بَيدو، فأُخذ وأُتي به إلى غازان فسلَّمه إلى أهل كيختو، فقتلوه في
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٩٣، الوافي بالوفيات: ٢٤/ ٢٨٥ - كلاهما ذكره خبره أثناء ترجمة كيختو بن هولاكو - المنهل الصافي ٣/ ٥٠٠، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٣١ - ٣٢.