أبي سماء السلمي، وأبو علي الحسن بن علي بن منتصر الفاسي الإسكندراني الكُتُبي من أبناء التسعين تفرَّد عن عبد المجيد بن دُلَيل، والشيخ علي بن إسماعيل بن علي المقدسي صاحب الخُشُوعي وشُروطي الوقت، وفيها عبد الرحيم الدمشقي.
٣٤ - الملك المغيث *
فتح الدين عمر ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن الكامل محمد ابن العادل.
تملك والدُه مصرَ بعد الكامل نحو عامين، ثم انحرف عنه الأمراء وكاتبوا أخاه الملك الصالح فخر الدين فأقبل وتَسَلطنَ وقبض على أخيه هذا، فبقي في الاعتقال ثمان سنين، قيل: وكانت سلطنتُه بضعة وعشرين شهرًا.
أنبأنا سعد الدين بن حَمّوَيه قال: في خامس شوال سنة خمس وأربعين جهَّز السلطان أخاه العادل مع نسائه إلى الشَّوبك، فبعث إليه الخادم مُحسن إلى الحبس يقول: رَسَمَ السلطانُ أنت تروح إلى الشوبك، فقال: إن أردتم قتلي فهنا أَولى ولا أروح أبدًا، فلامه وعَذَلَه، فرماه بدَوَاة، فخرج وعرَّف أخاه، فقال: دبِّر أمره، فأدخل إليه ثلاثة خنقوه ليلة ثاني عشر شوال، وأظهروا أنه شنق نفسه وعلَّقوه، ثم أخرجوا جنازته مثل الغرباء.
وقال ابن واصل: كان يعاني اللهوَ واللعب، ويقدِّم من لا يَصلُح من ندمائه ويُهمِل الكبار، فمالوا إلى عزله وخَذْله.
قلت: نشأ المغيث عند عمّة أبيه، ولما مات الصالح أراد فخر الدين
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٨، الوافي بالوفيات: ٢٢/ ٢٧٢.