وأبي الحسن بن المُقيَّر، ويوسف بن المَخِيلي، وابن رَوَاج، والسِّبْط، فمَن بعدَهم.
وارتحل إلى دمشق، فأخذ عن: مكي، والرَّشيد العراقي، وعدَّة.
وكتب العالي والنازل، وخرَّج لجماعة، وكان صدوقًا، متقنًا، متيقظًا، عالمًا بالعالي والنازل.
حدَّث عنه: المِزِّي، وأبو حَيَّان، واليَعمَري، والبِرْزالي، والقُطْب، وخَلْق.
مات في سادس شعبان سنة اثنتين وتسعين وست مئة.
قال اليَعمَري: كان ذا عيال وتعفُّف وإقلال، يتكسَّب بالشهادة والوِرَاقة، ولا يلقى من الفاقة إفاقة، أتى عليه عيدٌ وهو مُعدِم، فأتاه شيخُنا ابن دقيق العيد بدراهم ملءَ يده، فقال: هذه كانت لك عليَّ.
٣٩٦ - ابن تَرجَم*
الشيخ المُسنِد المعمَّر، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن تَرْجَم بن حازم، المازني المِصري.
راوي "الجامع" لأبي عيسى عن أبي الحسن علي بن البنّاء، كان آخر أصحابه، فرواه بالقاهرة في آخر عمره، وسمعه منه خلق كثير، ورواه عنه فتح الدين اليَعمَري، وله سماع من عبد القوي بن الجبّاب، وعبد العزيز بن بَاقَا.
عاش تسعين عامًا، وتوفي في رجب سنة اثنتين وتسعين وست مئة