للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرشيد مات كافرًا يعبد الأصنام، فقيل: وجدوا في جيب الرشيد لوحًا فيه صورة، وبعد شهرين ضُرِب ابن سعد الدين، فأقرَّ بأخذ المال، وأقرَّ على شاب أنه هو القاتل وهرب، وهو ابن الشيخ علي مَثَلا (١).

٣٥٩ - الملك المنصور *

السلطان الكبير، الملك المنصور، سيف الدنيا والدين، أبو المَعالي، قلاوون، التركي الصَّالحي النَّجْمي.

صاحب مصر والشام والحجاز، وكان في إمرته يعرف بالأَلْفي، لأنَّ السلطان نَجْم الدين اشتراه بألف دينار، وكان من أجمل الرجال في صباه وأهيبهم، وأبهاهم في كِبَره، تامّ الشكل، مستدير اللِّحية خفيفها، وقد وَخَطَه الشيبُ، يَعْلوه وَقارٌ وجلالة، رأيته غير مرّة، وكان من أبناء الستين، وكان موصوفًا بالشجاعة، والرأي والهِمّة العالية.

كان من أمراء الأُلوف في دولة خُشداشه، ثم لمّا خُلع السَّعيد من السلطنة حَلَفَت الأمراء لسُلامش وهو ابن سبع سنين، وحلفوا معه لسيف الدين قلاوون، ودُعِيَ لهما معًا في الخطبة، وضُربت السكَّة على الوجهين باسميهما، ودام الأمر على هذا أكثر من شهرين في أثناء سنة ثمان وسبعين وست مئة.

ثم في رجب عزلوا الصبيَّ وبايعوا سيف الدين بالسَّلطنة، ودانت له


(١) بفتح الميم والمثلثة، بعدها لام ألف، والشيخ علي مثلا: هو أبو الحسن علي بن أسمح البعقوبي الشافعي النحوي. وستأتي ترجمته عند المصنف في الجزء الثاني ص ١٠٩ برقم (٦٠٢).
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٦٤١، الوافي بالوفيات: ٢٤/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>