الصَّدْر الكبير الأكمل، رئيس العراق، جمال الدين إبراهيم بن محمد بن سعدي، الطَّيبِي السَّفّار، المشهور بابن السَّوَامِليّ.
كان أبوه يعمل في السَّوامِل، وهي أوعية من خَزَف، فسافر هذا وله مال يسير، وأبعَدَ إلى الصين، ففُتِح عليه وتموَّل إلى الغاية، ثم قبَّله حاكم العراق بلادًا كِبارًا، فكان يؤدِّي المقرَّر لهم ويَرفُق بالرعيّة، ثم صار بنوه ملوكًا.
وكان ينطوي على دين وكرم، وبرٍّ واعتقاد في أهل الخير.
كان يحمل إلى الشيخ عز الدين الفاروثي في العام ألف مثقال، ثم مالت عليه التتارُ بالأخذ حتى تَضعضَعَ حاله وقلَّت أمواله، وكان جدُّه من بلد الطِّيْب، فانتقل لمَّا دثرت الطِّيب إلى واسط يعمل السَّوَامل بها، ثم تحوَّل ابنه إلى بغداد زمن الخليفة الناصر فتزوَّج، ثم وُلِد له جمال الدين، ثم تقيُّ الدين محفوظ.
فتعلَّم الجمالُ ثَقْبَ اللؤلؤ وبَرَع بها، وجمع دراهم، وقدم واسط فصحب الفارُوثي، فرُويَ عنه أنه قال: ركبتُ أنا وأخي بحر الهند، وغِبْنا فلم نرجع إلا ونحن لا نُحصي أموالًا كَسِبناها، ثم سافرنا إلى الزّنْج، ثم إلى الصِّين وإلى الخَطَا، وأقام أخي بالمعبر فوَزَرَ لصاحبها، واتّصلتُ أنا بصاحب شِيْراز، ثم توكَّلتُ له وجاءني أولادٌ نُجباء، ثم نزل الوقت بموكِّلي وافتقر ورَكِبَه دَيْن حتى مشى مرةً معي وأنا راكب، ومات سنة سبع مئة.