للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تقليده: "إنّه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم"، وركب بخِلْعة الخلافة السوداء، والعِمامة المدوَّرة، والتقليد على رأس الوزير، وزُيِّنت البلاد، وناب له سلّار، واستَوسَق له الأمر في شوّال سنة ثمان وسبع مئة، وإلى وسط سنة تسع، فغضب منه الأمير نغية وعدَّة من الخواصِّ نحو المئة، وبادَروا إلى الكرك وحرَّكوا السلطان فسار إلى دمشق، وتسارع إلى خدمته جيوشُ الشام، فقَصَد الديارَ المصرية، فجهَّز المظفر يَزَكًا مُقدَّمهم برغلي، فخامَرَ عليه وتوجَّه إلى رِكاب السلطان، فذلَّ الشاشنكير وهرب في مماليكه نحو المغرب، ثم رجع إلى حَتْفه، وطلب مكانًا يأوي إليه، فعُيِّن له صِهيَون، فسار إليه مرحلتين، فاقتضى الرأيُ الشريف ردَّه، فشَتَمه السلطان ووبَّخه، وخُنِقَ بوَتَرٍ، وقيل: بل سُقِيَ كأسًا أهلكه في الحال، وكان في أوائل الكهولة، وكان يَرجِع إلى دين وخير في الجملة، وله اعتقاد زائد في الشيخ نصر المَنْبِجيّ.

مات سامحه الله تعالى في شوّال سنة تسع، وأباد السلطانُ في هذه النَّوبة نحوًا من ثلاثين أميرًا، وسجن مثلهم.

٥٨٩ - ابن الأحمر *

صاحب الأندلس، السلطان أبو عبد الله محمد ابن السلطان أمير المسلمين محمد ابن السلطان الكبير أبي عبد الله محمد ابن الأمير يوسف بن نصر، الخَزرَجي الأنصاري، الأندلسي الأَرْجُوني.

بُويِع بعد أبيه سنة إحدى وسبع مئة، فتملَّك ثمانية أعوام، ثم توثَّب


(*) الوافي بالوفيات: ١/ ١٦٦، الدرر الكامنة: ٥/ ٥٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>