للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تملَّك بعد أخيه غازان، فكانت دولته ثلاث عشرة سنة.

وكان شابًّا مليحًا، أعور، جوادًا، لعّابًا، محبًّا للعِمارة، أنشأ مدينة جديدة بأذربيجان، وهي السلطانية، وقد حاصر الرَّحْبة، وافتتحها بالأمان سنة اثنتي عشرة، وعفا عنهم وحلفوا له، فلمّا ترحَّل التمس القاضي والأمير وطائفة من الملك الناصر أن يعزلهم لمكان اليمين، ففعل.

وما زال به الإمامية حتى رفّضُوه، وغيَّر شعارَ الخطبة وأسقط ذكر الخلفاء سوى علي ، وصمَّم أهل باب الأَزَج على مخالفته، فتنمَّر وأمر باستباحة أموالهم ودمائهم، فعُوجِلَ بعد يومين بهَيْضة (١) مزعجة، داواه فيها الرشيد بمُسهِّل منظِّف فخوَّر قُواه، وتَلِفَ ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة ست عشرة وسبع مئة، وتملَّك بعده ابنه أبو سعيد، ودُفن بالسلطانية بتربته وهو في عشر الأربعين أو جاوز الأربعين، سامحه الله.

٦٦٠ - رشيد الدولة *

فخر الوزراء، مُشير الدول، رشيد الدولة، فضل الله بن أبي الخير بن عالي، الهَمَذاني، الطَّبيب، العطّارُ والده.

اشتغل في الطب وفي علم الأوائل، وأسلم، ومات أبوه على يهوديَّته، واتَّصل هو بقازان وخربندا، وعظُم شأنه جدًّا، وكثُرت أمواله، وصار في رتبة الملوك.

ولما طبَّب خربندا فهلك شَغَّب عليه أحد الوزراء علي شاه، فدارى


(١) الهَيْضة: انطلاق البطن، يقال: أصابت فلانًا هَيْضةٌ: إذا لم يُوافقه شيءٌ يأكله، وتغيَّر طبْعُه عليه، وربما لانَ من ذلك بطنُه فكثُر اختلافُه. اللسان (هيض).
(*) الوافي بالوفيات: ٢٤/ ٥٨، الدرر الكامنة: ٤/ ٢٧١، شذرات الذهب: ٨/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>