للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عن نفسه بقناطير الذهب وجواهر، فيقال: أخذ منه النائب جوبان ألف ألف مِثقال، ثم قتلوه، وقتلوا ابنه قبله.

وكان فيه حِلْمٌ، وتواضع، وسخاء، وبذلٌ للعلماء والصُّلحاء، وله رأي ودهاء، ومروءة، وقد فسَّر القرآن، وأدخل في ذلك فلسفة. وقيل: كان جيِّد الإسلام. عاش بضعًا وسبعين سنة.

ثم وَزَرَ ولده محمد بعد ذلك بسنوات، وتمكن وصار هو الكل، ثم قتل.

ولمّا طلبوا الرشيد إلى الخدمة قيل: أنت الذي قتلت القان؟ قال: أنّى يكون ذلك، وقد كنت عطّارًا طبيبًا خاملًا، فصيَّرني متصرِّفًا في الممالك، وحصَّلت الأموال العظيمة، فأُحضر الطبيب جلال الدين ابن الحزّان وسألوه، فقال: أفرطت الهَيْضةُ بالقان، فاجتمع أطباء بحضور هذا، ورأوا أن يعطوه مُقبِّضًا، فقال الرشيد: عنده امْتِلاءٌ، ويحتاج إلى تنقية، فسقيناه برأيه مُسهِّلًا خارت منه قُواه، فقال الرشيد: صدق، فقال جوبان: فأنت قتلته يا رشيد، وغَوَّث علي شاه: يا سلطاناه! فقتلوه وابنَه إبراهيم وعمرُه ستَّ عشرةَ سنة.

وطِيفَ برأسه في نصف جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وسبع مئة.

وسُرَّ بمصرعه خلقٌ وتوجَّع آخرون، وقد فُصلت أعضاؤه، وبُعث بكل عضو إلى بلد، وأُحرقت جثَّته، وخلَّف عدة بنين وبنات.

وله تصانيف واهية، وعمائر فاخرة، وأموال لا تنحصر، وكان الشيخ تاج الدين الأفضلي يذمُّه ويرميه بدين الأوائل، فحلمَ عنه وصَفَحَ.

وبالجملة فللرشيد مكارم، وشفقة وبذل ووُدٌّ لأهل الخير، وقد أُحرقت تواليفه بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>