للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولما قَبَضَ الملك الناصر سنة اثنتين وستين على المغيث صاحب الكرك وخَنَقَه، خاف الأشرفُ ونطق بأمور كامنة، فعَزَمَ الظاهر على أخذه، فاتفق أن الأجل جاء إلى الأشرف، وتوفي، ويقال: سُمَّ.

قال قطب الدين موسى (١): كان ملكًا حازمًا كبير القدر، قليل الحديث والبَسْط، تُعَدّ ألفاظه، وكان شجاعًا كبير النفس، تسلَّم السلطان بلده وحواصله، مات بحمص في صفر سنة اثنتين وستين، وله خمس وثلاثون سنة، ودُفِن عند آبائه.

قال أبو شامة: كان شابًا عفيفًا، له صِلاتُه إلى من يقصده، كَسَرَ التتار بحمص.

وقال ابن شدَّاد: تملَّك حمصَ والرَّحبة وتَدمُر، وذلك بعد أبيه، وخرج من دمشق سنة ثمان وخمسين مع الناصر ففارقه من الصَّفَّين وردَّ إلى تدمر ثم ذهب إلى هولاكو بحلب، فتوسَّط بينه وبين أهل قلعتها حتى سلَّموها، وبقي عنده يُسفِر بينه وبين أهل القِلاع، فلما خرج هولاكو إلى الجزيرة ولَّاه النيابةَ على الشام بأَسْره.

قلت: وتحوَّل عمُّه الملك الزاهر داود بن شيركوه إلى دمشق هو وولداه الأوحد والمعظَّم، ولهما أولاد أمراء بدمشق، ورأيت الزاهر شيخًا مَهِيبًا أبيض اللحية عاش إلى سنة اثنتين وتسعين وست مئة.

٣٦ - ابن الرِّفّاء *

الإمام العالم الفقيه الأديب البارع الثقة، شيخ الشيوخ، شرف الدين


(١) ذيل مرآة الزمان: ٢/ ٣١٣.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٤، الوافي بالوفيات: ١٨/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>