فلم ننجُ من مُحدَثات الأمور … بغير الحديثِ وأربابِهِ
وأنشدني لنفسه:
عجِّلْ هُدِيتَ المَتَابَ يا رجلُ … أبطأتَ والموتُ سائقٌ عَجِلُ
أسرفتَ في السيِّئات لا مللٌ … يَعرُوك من قُبْحها ولا خَجَلُ
تفرحُ إن أمكنَتْكَ مُوبِقةٌ … وأنت من خوف فَوْتها وَجِلُ
يا مُعسِرًا والغَريمُ طالبُهُ … وقد دَنَا من كتابه الأجلُ
كم تَتَروّى إذْ دعاك هدًى … وعند داعي هواكَ تَرتجِلُ
وقد كتب مجد الدين مرّة في استدعائه:
أجازَهم ما سأَلوا بشرطِه المعتمَدِ … محمدُ بن أحمدَ بن عمرَ بن أحمدِ
مات في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مئة، ودفن بمقابر الصوفيّة.
١٩٠ - الفارقاني *
ملك الأمراء، شمس الدين آقسُنْقُر، الفارقاني الظاهري.
كان وسيمًا جسيمًا، فارسًا شجاعًا، حسنَ السياسة، ليِّن الكلمة، كان الظاهرُ يعتمد عليه، عمل نيابةَ السعيد مدةً، فلم يرضَ خواصُّ السلطان به ووَشَوْا به، وقُبض عليه وأُخفي أمره، فقيل: خنقوه، وعَجَزَ السعيدُ أن يخلِّصه، فراح غلطًا كما راح بَيليك الخَزندار، وشَرَعَت الدولةُ الظاهرية في اضمِحلال، هَلَكَ سنة سبع وسبعين.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٣٣٥، الوافي بالوفيات: ٩/ ١٨٢.