قاضي القضاة، أبو الفضائل الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنو شروان، الرازيُّ ثم الرُّومي، الحنفي، وَلَدُ قاضي الرُّوم تاج الدين، ووالدُ القاضي جلال الدين.
مولده بأقصرا سنة إحدى وثلاثين وست مئة.
وولي قضاء مَلَطية أزيدَ من عشرين سنة، ثم نَزَحَ إلى الشام نوبة البُلُستَين فدرَّس بدمشق، ثم وليَ القضاءَ بها في سنة سبع وسبعين، فحكم بها تسع عشرة سنة، وحمدت سيرته.
وكانت فضائله بحرًا، ولي قضاء الحنفية بمصر، وكان خصّيصًا بالسلطان حسام الدين لاجِين، وبينهما مودّة خطيرة منسوبة، ووصله بأموال، وفوَّض إليه قضاء الإقليمين، فرأى مصرعَ السلطان، وكان ابنه قد ولي قضاء دمشق، فصُرف حسام الدين من قضاء مصر فقدم دمشق على مدارسه وقضائه وعزل ابنه.
وكان مجموع الفضائل جمّ المحاسن، يرى طريقة السَّلف ويكفّ عن التأويل، سمعتُ ذلك منه، وله أدب ونظم وخط منسوب.
شهد وقعة قازان، وفرَّ وعَبَر مارًّا بجبل الجُرد، فأضمرته الأرض، فيقال: أُسِرَ وبيعَ للفرنج بقبرس، ولم يثبت ذلك، وحصل له تمحيص، ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾، ولعله استُشهِد.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٩٠٣، الوافي بالوفيات: ١١/ ٣٠٥.