للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لابن فَضْل سماعه من النفيس بن حُفْنَى، وأجاز لأبي الحجّاج المزي، ولابن الكازَرُوني، ورثاه الجلال بن علي والظَّهير الكازَرُوني والأمين ابن السِّمِّذي، وسمع من الشَّهرُزوري، وقرأ على أحمد بن الحسين بن النَّرْسيِّ "البخاريَّ"، وسمع من نصر بن عبد الرزاق.

١٧٩ - الملك الظاهر *

سلطانُ الحرمين والشام ومصر، رُكْن الدين أبو الفتوح، بَيبَرْس التُّركي القَفْجَاقي البُندُقْداري، ثم الصَّالحي النَّجْمِي.

ولد سنة أربع وعشرين وست مئة تقريبًا أو بعدها، فأُخِذَ وجُلِب إلى الشام وله ست عشرة سنة، فاشتراه الأمير علاء الدين البُندُقدار، ثم انتقل إلى الملك الصالح، وطلع منه أمرٌ كبير من الشجاعة المُفرِطة والإقدام، والرأي والحَزْم والهيبة، وكان أسمرَ بحُمْرة، أشهَلَ بزُرقة، تامَّ القامة، مليحَ الشكل، جَهِيرَ الصوت، وصار من أعيان الجامَكِية، شهد وقعةَ المنصورة، ثم تأمَّر في دولة المُعِزّ.

وله مواقف مشهودة، وسيرة كبيرة، أنشأَها محيي الدين بن عبد الظاهر في مجلَّدات يصف فيها شجاعته وفتوحاته وشمائله، وسيرة أخرى في مجلَّدين لابن شدّاد، وكان طليعةَ الجيش في مَصافِّ عين جالوت، ثم وَثَبَ الأمراءُ الذين واطَؤُوه على قتل الملك المظفَّر قُطُز وملَّكوا الظاهر في ذي القَعدة سنة ثمان وخمسين.

وكان عظيمَ الهيبة، كثير الغزو، خليقًا للمُلك، واللهُ يَعفُو عنه، فله أيامٌ بِيضٌ في الإسلام، ودوَّخ الفرنج وأخذ منهم عدة حصون كقَيساريَّة،


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٣٠٦، الوافي بالوفيات: ١/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>