وسمع من: أحمد بن صِرْما، والفتح بن عبد السّلام، وجماعة.
أخذ عن القراءات الشيخ تقي الدين المِقَصّاتي، وأبو عبد الله بن خَرُوف الموصلي، والشيخ أحمد بن علي الموصلي، وروى لنا عنه القدوةُ الشيخ إبراهيم الرَّقِّي، وصدر الدين بن حمّويه.
وكان رأسًا في القراءات، بصيرًا بها وبطرقها وعِلَلها، صالحًا، وَرِعًا، كبير القَدْر، بعيد الصِّيت.
قرأت بخط السيف بن المجد قال: كنت ببغداد فبنى المستنصرُ مسجدًا وزخرفه، وجعل به من يُقرئ ويُسمِّع، فاستدعى الوزيرُ جماعةً منهم صاحبنا عبد الصّمد بن أحمد، فقال له: تنتقل إلى مذهب الشافعي، فامتَنَع، فقال: أليس مذهبُ الشافعي حسنًا؟ قال: بلى، ولكن مذهبي ما علمتُ به عيبًا أتركُه لأجله، فبلغ الخليفةَ هذا فأعجبَه وقال: يكون إمامَه دونهم.
وعُرِضت عليه العدالةُ فأَباها.
قلت: تُوفي في ربيع الأول سنة ست وسبعين وست مئة، وقد استوفيت أخباره في "طبقات القرّاء".
وابنُه اليوم هو شيخ المستنصرية أبو الرَّبيع، مُكثِرٌ عن أبيه، ومن جملة سماع ابنه منه "جامع المسانيد" و "جامع الترمذي" بسماعه من أبي الفتح الغَزْنوي الكَرُوخي.
خطب مدةً بجامع الخليفة من خُطَبٍ له يُنشئها، وجُمِعت في أسفار، وتُؤثَر عنه كرامات، وكان عالي الصوت جَهوَريًا، وله جلالة عجيبة، ﵀.
وسمع منه أيضًا: الشيخ صفي الدين عبد المؤمن ابن الخطيب جزءًا هو