للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اقتسما ممالك الرُّوم بعد أبيهما، ثم إنَّ كيقباذ قَوِيَ عليه واستولى على بلاده، فهرب عز الدين في خواصِّه وأهله إلى صاحب القسطنطينية فلم يَركَن إليه بل حبسه، فجهَّز القانُ بركةُ عشرين ألفًا، فأغاروا على أعمال قسطنطينية، ثم صالحهم ملكُها على أن يسلِّم إليهم عزَّ الدين، فقدم على بركة فتلقّاه وأكرمه وجعله من أمرائه، ثم مات بركةُ، فبقي في خدمة خَلَفه، فلما توفي عز الدين بقي ولدُه الملك المسعود هناك أميرًا ببلاد القَفجاق.

مات عز الدين بقاسِيون سنة اثنتين وسبعين وست مئة وله ست وثلاثون سنة، وقيل: بقي إلى سنة ست وسبعين، فالله أعلم.

١٤٨ - النَّصير *

العلّامة الفيلسوف، خواجا نصير الدين محمد بن محمد بن حسن، الطُّوسي الحكيم.

كان رأسًا في حِكَم الأوائل، ومعرفة الرياضي والأرصاد والحساب، قرأ على المُعِين سالم الرَّافضي وغيره، وخدم ابن الصَّبّاح صاحب الأَلَمُوت، واجتمع بهولاكو فنَفَقَ عليه وأحبه، وتمكّن حتى صار مشيرَ دولته، وأنشأ له الرَّصد بمَرَاغة، وجعل فيه خزانة عظيمة للكتب ما سُمِع قطُّ بمثلها، فأَوقَرَها من كتب البلاد المنهوبة حتى زاد فهرس أسماء الكتب في نحو من ستين كرَّاسة، وقرّر في الرصد المنجِّمين والفلاسفة والأدباء والفقهاء.

وكان ذكيًّا حليمًا سَمْحًا جوادًا، حسن الأخلاق، كبير المقدار، إلّا أنه على مذهب الحكماء.


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٢٥٢، الوافي بالوفيات: ١/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>