ابن الشيخ أن يُسلطنَ المغيثَ فلم يتمَّ ذلك، وحُبس ثم اعتُقل بالشَّوبك، وكان عليها وعلى الكرك الطَّواشي الصَّوابي، فلما سمع الصوابي بقتل المعظَّم أخرج المغيثَ وسلطنه بالكرك والشوبك، وصار أَتابِكَه، وكان المغيث جوادًا شجاعًا كريمًا.
ثم في سنة إحدى وستين تهيَّأ الملكُ الظاهر لحصار الكرك، فنزلت أم المغيث إليه إلى غزة فأكرمها، وتردَّدت الرسل، وجاء المغيث وفزع من القبض عليه، ثم نزل فأكرمه السلطان، ومنعه من الترجّل وسايره إلى المخيم، وبعث به إلى مصر، وخُنق سرًا، ثم قُتل الذي خنقه لكونه أُفشى ذلك، وعاش ثلاثين سنةً أو أكثر كأبيه، وخلَّف ولدًا مراهقًا، فأعطاه السلطان إمرة مئة فارس.
وقال الشرف ابن هُرمُز: كنت معه وكنت ناظر خزانته، فبقي [يقلق] ثم فاتَحَني واستشارني، فقلت: احلف لي أن تكتم علي. فحلف، فقلت: قم الساعةَ من تحت الجام واركب حجرتك غيلةً، فما تصبح إلّا بالكرك اعص بها، فما فعل، وسار لحتفه.
قلت: قتله الظاهر لمكاتبات من أمراء البحريّة للمغيث لمّا كتب إليهم في أطماعهم في الشام، وأثبت ذلك. وفرح الظاهر كثيرًا بالكرك، والأمرُ الله.
٣٥ - صاحب حمص *
تملَّكها الأمير أسدُ الدين شِيركُوه عمُّ السلطان صلاح الدين، ثم ابنه الملك ناصر الدين محمّد مدة طويلة، وتوفي فأعطاها صلاح الدين للملك