للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عبد الواحد فسجنه ثم ذبحه صبرًا، وتمكَّن ودانت له البلاد بالقحَةِ والجراءة، وتلقَّب بأمير المؤمنين، وعَرَفَ الناس بأنه زَغَلٌ، وأنه دَعيٌّ.

ثم أساء السِّيرة، فانتَدَب له أخو المجاهدِ الأميرُ أبو حفص عمر بن يحيى وجمع العساكر، فخارت قُوَى الدَّعيّ، وذلَّ واختفى، وبايع الناسُ عمرَ ولقَّبوه بالمؤيَّد، وقيل: بالمستنصِر، ثم إنه ظَفِرَ بأحمد الدعيِّ وعذّبهِ، فأقرَّ بأنه أحمد بن مرزوق، ثم هَلَكَ تحت السِّياط، وكانت دولته دون عامين، وذلك في سنة ثلاث وثمانين وست مئة.

وكان المجاهد المقتول قد توثَّب أيضًا على ابن أخيه المخلوع، وأخذ منه المُلك، واستمرَّ أربعة أعوام إلى أن قُتل.

٢٨٠ - ابن مُهَنّا *

ملكُ العرب، أبو الفضل عيسى ابن الأمير مهنّا بن مانع بن حُديثة بن فَضْل ابن الأمير رَبيعة، الطائيُّ، زعيم آل فَضْل عربِ الشام.

كان رئيسًا شجاعًا سَرِيًّا مُطاعًا، له أولاد نُجَباء، وكان كامل العقل، حسنَ الدِّيانة، وافر الجلالة، ذا منزلة عند الملك الظاهر والملك المنصور.

أُعطي مدينة تَدمُر مِلكًا، وحضر مع الملك سُنقر الأشقر يوم وقعة الجُسورة، فلما تفلَّل جمعُه، أخذه عيسى في ذمامه إلى ناحية الرَّحبة، ثم استولى على صِهيَون، وشهد المَصَافَّ على حمص سنة ثمانين.

توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، وقد شاخَ، وتأمَّر بعده ابنُه


(*) ذيل مرآة الزمان: ٤/ ٢٣١، تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٠٢، شذرات الذهب: ٧/ ٦٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>