بمصر مدة، فلما تسلطن الملكُ الأشرف أخرجه وقدَّمه، ونوَّه بذِكْره، وأعطاه تقدمة ألف، فشهد معه فتح عكا.
توفي في آخر سنة اثنتين وتسعين وست مئة.
كان قد حلَّف الأمراءَ لنفسه في ذي الحِجة سنة ثمان وخمسين، ولم يتأخر عنه أحد، وخُطِب له، وضُربت السِّكَّة باسمه.
وكان بدمشق في أول سنة تسع صاحبُ حماة وصاحبُ حمص موسى اللذان كسرا التتار على حمص وقَدِما، فنزلا بدارَيهما، فلم يقل الحلبي شيئًا لوهن سلطنته، ثم بعد شهر قدم البندقدار في جيش فبرز الحلبي لقتالهم، فاقتتلوا فانهزم عسكر دمشق، ورَدَّ هو إلى القلعة، ثم خرج في جوف الليل إلى ناحية بَعلبك، فتبعه المصريون فأخذوه، فحُبس مدة مَديدة، وأُطلق، وحبسه المنصور زمانًا، وكان بطلًا شجاعًا.
٣٩٣ - ابن عيسى*
الصدر المُنْشِئ البليغ، بهاء الدين أبو الحسن، علي ابن الأمير الكبير محيي الدين عيسى بن أبي الفتح، الشَّيباني، الإرْبِلي، الشِّيعي، الكاتب.
صاحب ديوان الرسائل ببغداد.
كان صدرًا، نبيلًا، عاقلًا، ناظمًا، ناثرًا، له تواليف في الآداب، وكان والده من أمراء إربل، وقفتُ على مجلد من شعره، وله مدائح في مخدومه علاء الدين عطا مَلِك حاكم العراق.
توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وست مئة، وقد قارب
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٥٣، الوافي بالوفيات: ٢١/ ٢٥١.