حدَّث العلاءُ بـ "صحيح البخاري" عن عبد الجليل بن مَندَوَيه، فكان خاتمة أصحابه، وعن الشمس العطَّار.
أخذ عنه الجماعة، وكان قد أضرَّ وثقل سمعه، وكَبِر وانقطع.
مات في شعبان سنة إحدى وتسعين وست مئة، وله من العمر قريب السبعين.
٣٨٢ - سُنقُر الأشقَر*
الأمير الملك الكامل، شمس الدين، سُنقُر بن عبد الله التركي، الصالحي النَّجْمي.
كان من كبار البَحْرية، وخُشْداش الملك الظاهر، أخذه الناصر يوسف وسجنه بحلب، فلما أخذها هُولاكو وَجَدَه في الحَبْس، فأنعم عليه وصيَّره أميرًا عنده، وجاءته هناك أولاد.
فلما تملَّك الظاهرُ حرص على خلاصه من بلاد التتار، فاتفق وقوع ابن صاحب سِيس في أسر الظاهر، فبعث إلى أبيه يقول: تحيَّل في خلاص سُنْقُر الأشقر وأُطلق ابنَك، فنفَّذ رسولًا إلى هولاكو وأوصاه بسراح سُنْقُر وأن يحتال في ذلك، فلاطفه الرسول حتى أذعن وهرب معه، فلما قدم على السلطان سُرَّ به وأعطاه خُبْزَ مئة فارس، ووصله بأشياء عظيمة.
ثم بعد خلع السعيد قدم على نيابة دمشق في سنة ثمان وسبعين، فلما تخيَّل من السلطان الملك المنصور عندما تملَّك، نهض بدمشق وحَلَفَ له
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٢٨، الوافي بالوفيات: ١٥/ ٢٩٧.