الأمراء، ووَثَبَ على قلعة دمشق ودخلها راكبًا، وتسلطن، ودُقَّت البشائر في سائر المدينة، فحمل صاحب مصر لحربه الأميرَ عَلَم الدين الحلبي، فالتقوا عند القُبَيْبات، ومع سُنْقُر صاحب حماة وعيسى بن مهنا أمير العرب، فلم يتمَّ حرب، وانهزم صاحب حماة، فولّى سُنقُرُ الأشقر وذهب مع عيسى، ثم غلب على صِهْيَون، فكاسر له السلطانُ، وراسله بأن يقيم ست مئة فارس، فقدم يوم وقعة حمص، وقاتل ونفع.
وكان أحد الأبطال الموصوفين، ضخمًا دموي اللون، محبَّبًا إلى الرعية.
ثم جهز السلطان مملوكه طُرنطاي نائبًا للمملكة لأخذ صهيون منه، فسار ونازله وراسله مدةً بكل جميل، وحلف له، ووفَّى له، فنزل وسار معه إلى مصر، فأقبل عليه السلطان، وأعطاه خيرًا جليلًا، ثم شهد مع الجيش أخذ عكا، وجرت له أمور.
ثم قيل عنه: إنه اتفق مع لاجين وطُقْصُو على الوثوب على السلطان الملك الأشرف بسبب قضية، فعرف السلطان فخنقه بين يديه بمصر مع طُقْصُو في سنة إحدى وتسعين وست مئة وقد شاخا، وكان طُقْصُو من كِبار الدولة، وخنق معهما لاجِين الذي تَسلطَن، وتُرك حِينًا فبعد ساعة تنفَّس، فإذا فيه روح، فرقَّ له السلطان وخلاه، فكانت قِتْلة السلطان على يده.
خلَّفَ سُنْقُر الأشقر [أولادًا]، وأصبح بعضُهم عند التتار، [وله] ولدٌ أميرٌ جاء مَرّةً في الرُّسُلية.
ونقل المؤيَّد (١): أنَّ سُنْقُر لما صار بالرّحبة كاتب أبغا يُطمِّعُه بالشام،