واشتغل على أبيه، وسمع من: النَّجيب عبد اللطيف، وأحمد بن أبي الخير، وجماعة.
وشارك في الفضائل، وناب في القضاء عن ابن جَمَاعَة، ثمَّ درَّس بالشامية ثم بالناصرية مع الوكالة، ومشيخة دار الحديث الأشرفية والصالحيّة والرِّباط الناصري.
وكان مَهيبًا، حَسَن السَّمْت، يُذكر للقضاء لعلمه وتحرُّزه وأمانته وجلالته.
توجَّه للحج فتوفّي بالحَسَا في سَلْخ شوال سنة ثمان عشرة.
وهو والد العلّامة جمال الدين قاضي حمص في وقتنا، وكان أبوه من كبار الأئمة الأعلام، رحمة الله عليه
٦٦٤ - ابن الحَريري *
الشيخ علي بن محمد ابن الشيخ الكبير علي الحَريري شيخ الفقراء.
كان أحد الأخوين التوأمَيْنِ المُلقَّبينِ بالحِنِّ والبِنِّ، وكانا قد دخلا في أذيَّة الناس أيام قازان.
فغرق هذا في جامع بلد بَعلَبَكّ بالسيل العظيم الذي لم يُسمَع بمثله بعد الطُّوفان، جاء سيلٌ في صفر سنة سبع عشرة وسبع مئة ببَعلَبَكّ من شرقي البلد بشمال، فأقبل بحدَّةٍ إلى السُّور فخَرَقَه، بل ساقَه بين يديه سعة أربعين ذراعًا من مساحته، فمشى بإذن الحيِّ القيُّوم على هيئة لم يتغيَّر مسيرةَ خمسِ مئة ذراع، ثم سقط بعد ذلك، وتَدَكدَكَتْ حجارتُه الضخام