٣١٩ - ابن بُلَيمان *
الأديب النَّديم الشاعر، شرف الدين سليمان بن بُلَيمان بن أبي الجيش، الهَمَذاني ثم الإربِلِي، نزيل دمشق.
كان بديعَ القول، له نوادرُ وزوائد ومزاح حُلْو، وكان أبوه صائغًا، وهو صائغ، وله أجوبة مُسكِتة.
ذكره أبو البركات بن المُستَوفي في "تاريخه" فقال: أنشدني لنفسه:
اشرب فشربُك هذا اليومَ تحليلُ … وانفِ الهمومَ فقد وافاك أيلولُ
أما ترى الشمس وسْط الكاس طالعةً … منيرةً ونطاق البَدْر محلولُ
والأرض قد كُسِيَت بالغيث حُلَّتَها … وناظر الرَّوض بالأزهار مكحولُ
ولابن بُلَيمان يَهجُو الشهاب التَّلَّعفَري إذ قامر بثيابه حتى بخِفافه، أنشدها للملك الناصر:
يا مَليكًا فاق الأنامَ جميعا … منه جُودٌ كالعارض الوكَّافِ
والذي راش بالعَطايا جَناحي … وتَلافَى بعد الإلهِ تَلافِي
ما رأَيْنا ولا سمعنا بشيخٍ … قبلَ هذا مقامرٍ بالخِفافِ
وبها كَمْ يُدَقُّ في كلِّ يومٍ … في قفاهُ والرأسِ والأكتافِ
أسودُ الوجهِ أبيضُ الشَّعْر في لَو … نِ سُحيمٍ وقبحه وخُفافِ
يدَّعي نسبةً إلى آل شَيبا … نَ وتلك القبائلِ الأشرافِ
وهم يُنكِرون ما يدَّعيهِ … فَهْو والقومُ دائمًا في خلافِ
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٧٠، الوافي بالوفيات: ١٥/ ٢٢٠ وفيه: بنيمان، بالنون.