للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس، خبيرًا بوظيفته، بديعَ الكتابة، جَزْل العِبارة، كثير الأموال والعَقَار، نشأَ له ابنان فاضلان في الأدب والترسُّل وبَرَاعة الخط: شهاب الدين والقاضي علاء الدين، فوليَ بعده الصغيرُ منهما.

وكان قد استَعفَى من المنصب وعَزَمَ على التحوُّل ليموت بالشام، فأَذِنَ له السلطانُ أيَّده الله تعالى إذنَ عزٍّ وإكرام، فتمرَّض وتُوفِّي في تاسع رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة، وله ثلاث وتسعون سنةً في نحو سنِّ أخيه القاضي شرف الدين عبد الوهّاب رحمهما الله تعالى، ثم وصلوا به في تابوت من مصر، فدُفِن بسَفْح قاسيون في صفر سنة تسع.

خرَّج له الحافظ ابن أَيبَك "معجمًا" بالسَّماع والإجازة، وكان لا يكادُ يتكلَّم إلا جوابًا، وله نظمٌ جيِّد، سمعتُ منه.

قِلاعُ سِيس

في سنة سبع وثلاثين في ذي القَعْدة سَلَّم صاحبُ سِيس سبعةَ قلاع إلى المسلمين، وذلَّ وجاء وقبَّل الأرض وقال: أنا مملوك السلطان، وتَضرَّر من الغارات، فقُرئ كتاب السلطان بأمانه، ووقع عَقْد الصُّلح على تسليم القلاع، ونقَّص عنه من قطيعة الحمل، وقرَّر عليه في العام ست مئة ألف درهم، وبقي الجيشُ ببلاد سِيس أربعة أيام، والقِلاع هي: إياس، كوارة، نجيمة، سوكندار، الهارونية، قلعة البحر، ميناء إياس، فبعض ذلك أُخرِبَ، وبعض ذلك سَكَنَه المسلمون.

وكان فيما مضى في أواخر سنة خمس قد هَجَمَ جندُ حلب مدينةَ أَذَنة وطَرَسُوس، وأَحرقوا ونهبوا وأَسَروا مئتين وأربعين، فلمّا عَلِمَ نصارى إياس بذلك أحاطوا بمن عندهم من المسلمين من تاجرٍ وغيره وجَمَعوهم

<<  <  ج: ص:  >  >>