للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٣٨ - ابن أبي جَمْرة *

الإمام القُدْوة الرَّبّاني، أبو محمد عبد الله بن سعد بن أحمد بن أبي جَمْرة، الأندلسي المُرْسيّ.

من بيتٍ كبير لهم تقدُّم ورياسة، منهم القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الملك المُرْسيّ، راوي كتاب "التيسير" عاليًا.

أدركتُ أبا محمّد بزاويته بالمَقْسي ولم أجلس معه، وكان ذا تمسُّك بالأثر، واعتناء بالعِلم وبآله، وجمعيّة على العبادة، وله شهرة كبيرة بالإخلاص، واستعداد للموت، وفرار من الناس.

كان أولًا بعمل القروية ونزل على أقاربه بتونس، وانزوى في بُوَيت، فلَمَحَته الأعين، والتمسوا التبرّك به، فانمَلَسَ وقَدِمَ مصر، وسكن عند خُؤولة، وانجَمَعَ بالكُلِّيَة عن الناس إلّا من الجُمَع.

ومات على خير إن شاء الله في تاسع عشر ذي القَعدة وأنا بالأرض المقدَّسة راجعًا في سنة خمس وتسعين وست مئة، وقد شاخَ، ودُفِن بالقَرَافة.

تُذكَر عنه كرامات، وله مصنَّف في الحديث.

وكان بالإسكندرية مدرِّس قال: (كنا فيما يتعلق بأن الامرة مطنونة في ست من أجل أنكحة الجاهلية) (١)، ثم حكم قاض باستتابته، فغضب أبو محمد وخوَّف الدولة، وقال: إن قصَّرتم في هذا أخاف من زوال ملككم،


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٨٣١.
(١) هكذا وقعت هذه العبارة في طبعة دار الفكر، وهي غير مفهومة، ولم نتبين وجه الصواب فيها، لكن يفهم من السياق أن هذا المدرس تفوّه بأمر عظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>