للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان ديِّنًا متواضعًا، خيِّرًا، يتَّجر ويَرتفِق، ثم ضَعُف حاله وافتَقَر وساء ذهنُه قبل موته وتَبلغَم، وله نَظْم وفَهْم.

مات في شوال سنة ست وعشرين وسبع مئة، .

٧٨٧ - ابن مُسلَّم *

الشيخ، الإمام العالم، الفقيه المحدِّث، النَّحْوي، بَرَكة الإسلام، قاضي القضاة، شمس الدين أبو عبد الله، محمد بن مُسلَّم بن مالك بن مَزرُوع، الزَّيْني ثم الدِّمشقي الصالحي، الحنبلي الزاهد.

وُلِد في أوائل سنة اثنتين وستين وست مئة في صفر.

ومات أبوه وله ست سنين، وكان أبوه ملّاحًا في سوق الجبل، فكان يرتفق بما يصحُّ له من مَكتَب بالصالحية، وهو خمسة دراهم في الشهر هو وأمُّه وأختاه مع ما يَسُوق الله لهم، ونشأ في صَوْن وتقنُّع، وحفظ القرآن وتعلَّم الخِياطة واشتَغَل، وتفقَّه وسمع الكثير.

له حضورٌ على ابن عبد الدائم. وسمع من الشيخ شمس الدين وطبقته، وخرَّج له صاحبُنا ابن الفخر "مشيخةً" في مجلَّد بالسَّماع والإجازة، وهم نحو أربع مئة، منهم بالسَّماع مئة وتسعون شيخًا، سمعها منه خلق.

بَرَعَ في الفقه والعربية، وتصدَّر لإقرائهما وتخرَّج به فضلاء.

ولم يزل متقنِّعًا راضيًا بالقُوت، له نحو عشرين درهمًا في الضِّيائية مع ما يَحصُل له من الخِياطة، وكان يَلبَس ثياب النُّسّاك على رأسه عمامة


(*) معجم الشيوخ ٢/ ٢٨٣، ذيل طبقات الحنابلة: ٤/ ٤٦٦، ذيل التقييد: ١/ ٢٦٦، شذرات الذهب: ٨/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>