وانتقل إلى الله حميدًا فقيرًا في سَلْخ رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، ودُفِن من الغد، وصلَّينا عليه صلاة الغائب بجامع دمشق، ﵀.
٨٥٩ - الواسطي *
الإمام القُدْوة الرَّبّاني، الزاهد العابد عَلَم الأولياء، الشيخ أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد، الواسطي الشافعي.
قال لي: كنتُ أيام هولاكو رضيعًا. صَحِبَ الشيخ عز الدين الفارُوثي، وسمع من أَمين الدين ابن عَسَاكر وغيره، وقرأ القرآن والفقه، وأكثرَ من مطالعة العِلْم، وحجَّ وهو شابٌّ ولازم الحجَّ ستين عامًا، وجاوَرَ في بعض ذلك.
وكان كبيرَ الشأن، منقطع القَرين، مُنجمِعًا عن الناس، ذا حظٍّ من تهجُّد وتلاوة وصيام، وله كَشْف وحال، وهو كلمةُ وِفَاق.
تُوفِّي مُحرِمًا ببَدْر في ذي القَعْدة سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة.
وكان لا يَقبَل من كل أحدٍ، حدَّثني: أنه جاوَرَ في عام أولَ بمكة خمسة أشهر، فكان يتلو في كل ليلة ختمةً كاملة طائفًا بالبيت، فيَختِم وقتَ الصبح.
وله محبُّون يَتغالَوْن في تعظيمه، ﵁، وكان على عقيدة السَّلَف، يسكت ولا يرى التأويل.