قُطب الدين أبو علي عبد الكريم بن عبد النُّور بن مُنِير، الحلبي ثم المِصري، الحَنَفي، صاحب التصانيف.
مولدُه في رجب سنة أربع وستين وست مئة.
وحفظ كتابَ الله تعالى، وتلا بالسَّبع على أبي الطاهر إسماعيل ابن المَلِيجي صاحب أبي الجُود، وتلا على خاله الزاهد نصر المَنبِجي وانتفع بصُحْبته.
وسمع من: العزِّ الحرَّاني، وغازي، وابن خطيب المِزّة، والقاضي شمس الدين ابن العِماد، وطبقتهم ومَن بَعدَهم بمصر، وابن الفُرات وابن طَرخان، وابن فارس بالثَّغْر، والفَخْر علي، وزينب بنت مكِّي، وابن شَيْبان، وطبقتهم بدمشق، وبالحَرَمين من طائفة.
وكتب العاليَ والنازلَ، وجَمَع وخرَّج، وألَّف تواليف مفيدة منها شرح شَطْر "صحيح البخاري" و"تاريخ مصر" في عدّة مجلَّدات بَيَّض أوائله، وغير ذلك.
وقد حجَّ مراتٍ، وروى الكثير لكنه قليلٌ في سَعَة ما سمع.
علَّق عني في "تاريخه"، وسمعتُ منه بمِنى، وكنتُ أحبُّه في الله تعالى لسَمْته وتواضعه ودِينه، وحُسْن سِيرته وكَثْرة محاسنه، ومداومته على المطالَعة والإفادة، وكان متودِّدًا كيِّسًا محبَّبًا إلى الطَّلبة، غزيرَ المعرفة، متقنًا لما يَنقُله، ولعلَّ شيوخه يبلغون ألفًا، خرَّج لنفسه "أربعين تُساعيّات".
أخذ عنه المحدِّثون: الوانيُّ، وابن السُّبْكي، وابن جَمَاعة، وابن أَيبَك، وابن رافع، وعمر ابن العَجَمي، وعلاء الدين مُغَلطيه، وابن السَّرُوجي،