للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قريةٍ، وقد جمع سيرةً لجَدِّه، ومحاسنُه جمَّة، وكان له حظٌّ من تعبُّد وتهجُّدٍ وكرمٍ وانقطاع عن الناس، قلَّ أن ترى العيون مثلَه.

توفّي بزاويته بسفح قاسيون سنة ثمان عشرة وسبع مئة، وله ثمان وستون سنة، رحمة الله تعالى عليه.

٦٨٥ - أبو الوليد *

الشيخ الإمام الفقيه القُدوة، بقيَّة السلف، أبو الوليد محمد بن أبي عمرو أحمد ابن قاضي الجماعة أبي الوليد محمد ابن القاضي أحمد بن محمد بن عبد الله ابن القاضي أبي جعفر بن الحاج، التُّجِيبيّ، الأندلسيّ القُرطبيّ ثم الإشبيليّ، المالكي، نزيل دمشق، إمام محراب المالكية.

وُلد سنة ثمان وثلاثين وست مئة.

ومات أبوه وجده كلاهما عامَ أحدٍ وأربعين، وورث مالًا جزيلًا، فتمحَّق منه بمصادرة ابن الأحمر السلطان، فإنه أَخذ له في وقتٍ عشرين ألف دينار، وعدمت له كتب جليلة، ونشأ يتيمًا في حِجْر أُمِّه، وتحوَّلوا إلى شَرِيش ثم غَرناطة، ثم شبَّ وقَدِمَ تونس فسكنها خمس سنين، ثم رحل بوَلَدَيهِ إمامَي المالكية بعده إلى دمشق فسكنوها، وسمعوا من الفخر بن البخاري، وقد ذُكر لنيابة القضاء فامتنع، ونسخ عدة كتب نافعة.

وكان مُسْمِتًا وقورًا منوَّر الشَّيبة، حسن الفضيلة، متين الدِّيانة والتألُّه، منقبضًا عن الخُلطة. سمعت منه حديثًا واحدًا.

توفّي في رجب سنة ثمان عشرة وسبع مئة، وكانت جنازته مشهودة.


(*) معجم الشيوخ الكبير: ٢/ ١٥٣، الوافي بالوفيات: ٢/ ١٠٢، الدرر الكامنة: ٥/ ٨٣، شذرات الذهب: ٨/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>