تورَّم، وما رَقَّ له أحد، ونُقِل إلى القلعة ثم حُبِس بحبس باب الصغير، ثم بُعِث به إلى ناحية البِقاع فقُطِع لسانُه من أصله فهَلَكَ.
وله حكاياتٌ في الظُّلم والفَرعَنة.
مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وسبع مئة في أوائل الكُهولة.
٨٥٤ - غبريال *
الصاحب الكبير، شمس الدين عبد الله بن الصَّنيعة، المصري والقِبْطي.
كان اسمه قبل أن يُسلِم غبريال، فأسلم هو وأمينُ المُلك الذي وَزَرَ بعده بدمشق، وذلك بالقاهرة سنة إحدى وسبع مئة.
وكان كاتبًا حاسبًا متصرِّفًا ذا هَيْئة، عمل نظرَ الجامع، ثم نُقِل إلى الوزارة وتمكَّن، وشُهِرَ بالأمانة، ثم أَكَل وجَمَع المال، ثم طُلِبَ إلى مصر فغاب مدةً، ثم جاء على منصبه.
وعمل هو والدُّوَيدار عَمْلةً بموافقة ناظر الصاغة، وسَلَكوا الغشَّ فِي الذهب، فحملوا المِثقالَ نحو أربعة قراريط، واستمرَّ هذا البلاءُ سنوات والرعيَّةُ بل والدولةُ في غفلة، إلى أن تُفطِّنَ لذلك وقد امتلأَت الأيدي من الذهب البخشوري المنسوب إلى ابن البَخشُور الصَّيرَفي القابض، فذهب للناس بذلك ما لا يُحصَى، ثم أُخِذ الناظر وابن البخشور وحُبسا، وأُطلق الناظر فبَرطَلَ بمبلغ وتَسحَّب إلى الشرق وبقي ابن البخشور بضع سنين في الحبس وتعثَّر، ودافَعَ عنه غبريال والدُّويدار واندَمَشت الكائنةُ، والله المستعان، فكان الدينار والمصاغُ بعدُ يُبَاع أنقصَ من الخالص بثلاثة