أخذ عنه: ابن الفُوَطي، وأبو العلاء الفَرَضي، وجماعة.
توفي فيما قرأت بخط ابن الفُوَطي قال: توفي شيخنا رئيس الأصحاب، جلال الدين مدرّس المستنصرية في شعبان سنة إحدى وثمانين وستِّ مئة، وكان وحيدَ دهره في علم الوعظ ومعرفة التفسير.
قال: قرأت له مصنفات، منها: كتاب "مشكاة البيان في تفسير القرآن"، وكتاب "مراتع المُرتعين في مرابع الأربعين من أخبار سيد المرسَلين"، وكتاب "إيقاظ الوعاظ"، ولم يخلِّف في وقته مثله.
قلت: وله نظمٌ رائق، ونثر فائق، وربما تكلَّم في أعزية الكبراء، فيُخلَع عليه ويُعطَى الذهب.
ومات معه في ذي الحِجة الصَّدرُ المعلم صاحب الديوان علاء الدِّين بن محمّد عطا مَلِك الجُوَينيّ أخو الوزير الكبير شمس الدين، وإليهما كان العَقْد والحَلّ، وفي دولة أبغا تسلّط المجدُ على صاحب الديوان عطا مَلِك الجُوَينيّ، فرفعه واستأصله، ثم بعده بقليل قَتَل أرغون بن أبَغا الوزير، وقد بلغ هذان من المنزلة والجاه والأموال ما لا يوصف، وكان فيهما خيرٌ ومروءة ومكارم، ولديهما إنصاف، وكان أبوهما الصاحب بهاء الدين محمّد بن محمّد من أعيان زمانه.
٢٣٩ - الأشْتَري *
الفقيه القُدْوة، بقيّة السلف، أمين الدِّين أبو العباس، أحمد بن عبد الله
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٤٤٣، الوافي بالوفيات: ٧/ ٨٢.