للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حسنًا، ويتكلم على أسانيدها ومتونها، ويستوفي خلافَ الفقهاء، وكان فيه إقدام على تغيير المنكر.

٤٨ - هولاكو *

القان طاغية التتار، هولاكو بن تولي ابن ملك التتار جَنْكِزْخان المَغُلي.

أصله من براري الصين مما يلي السِّند، فهم أعراب تلك النواحي، فطلب منهم ملك الخَطَا طاعته، فقوَّوا نفوسهم وامتنعوا، فقصدهم فحاربوه بعد سنة ست مئة فهزموه، وكان رأسهم القان جَنْكزخان جدّ هولاكو، وكان من دُهاة المغل وأبطالهم، فساق بهم حتى استولى على مملكة الخَطا والصين، واشتد بأسه وخافته الملوك، وطوى الممالك قتلًا وسبيًا، وأباد البلاد، وخرّب المدائن، واستأصل بلاد الترك ومملكة ما وراء النهر وبَلْخ ومَرْو ونيسابور وهَرَاة وخوارزم والعجم، وهزم الجيوش، وكاد أن يملك الدنيا، ولا يعرفون إسلامًا ولا ملة، ولا بهم رحمة، بل لَذَّتهم في سفك الدماء وإفناء بني آدم، وتخريب المعمور، وهم موصوفون بالشجاعة والإقدام على المهالك، وقوة الأبدان، وجَوْدة الرمي، وفَهْمٍ على بَلَادة، وفيهم دهاء ومكر، ولهم فكر وغُول (١)، فخافتهم الملوك، ودخلت بهم الرعايا، وعمَّت المصائب، وأرعبوا الخلائق، وتملك جنكزخان إلى أن مات في رمضان سنة أربع وعشرين وست مئة، فقام بعده أولاده، فاستمر بهم المُلك.


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ١٠٥، الوافي بالوفيات: ٢٧/ ٢٣٣.
(١) الغُول بالضم: الهَلَكة، وكل ما أهلك الإنسان فهو غُولٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>