للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي سنة أربع وخمسين وست مئة سيّر القان مونكوقا صاحب الخَطَا أخاه هولاكو في جيش عظيم، وطئوا البلاد، وحاصروا قلعة الألَمُوتِ وأخذوها بأمان، ثم غدروا بصاحبها شمس الشموس الصَّباحي وقتلوه.

وقال القطب اليونيني (١): كان هولاكو من أعظم ملوكهم، شجاعًا جَلودًا مدبِّرًا ذا همة عالية، وسطوة ومهابة ونهضة تامة، وخبرة بالحروب، ومحبة في العلوم العقلية، من غير أن يعقل شيئًا منها، واجتمع له فضلاء الوقت، وجمع حكماء مملكته وأمرهم أن يرصدوا الكواكب. قلت: غوّاه بذلك الطوسي الفَيلَسوف.

قال: وكان يطلق لهم الأموال والبلاد وهو على قاعدة المغل في عدم التَّقيُّد بدين، لكنَّ زوجته تنصَّرت وكان سعيدًا في حروبه وحصاراته، طوى البلاد، واستولى على الممالك في أيسَر مدّة، وفتح خراسان وفارس وأذربيجان وعراق العجم وعراق العرب والجزيرة والشام، وديار بكر، والروم، وقتل خليفةَ الوقت وأكابر، دولته وقتل الناصر وأخاه الظاهر، وقتل الكامل صاحب مَيّافارقين، ويقال: إنه خطب بنت ملك الكُرْج، فأبت إلّا أن يسلم، فأسلم لافظًا بالشهادتين، نقل ذلك الظَّهير الكازَرُوني في "تاريخه"، وقد وقع بينه وبين ابن عمه القان بركة صاحب مملكة القَفْجاق، فالتقوا، وانهزم هولاكو، فأخذ يجمع العساكر ليلتقيه ثانيًا، فمرِض بعِلَّة الصَّرَع وهي تعتريه كثيرًا، وتعلل ومات في سنة ثلاث وستين وست مئة عن بضع وخمسين سنة، فأخفَوا موته وصبَّروه، ووُضع


(١) ذيل مرآة الزمان: ٢/ ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>