للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في تابوت وملّكوا ابنه أباقا (١).

وكان موت هولاكو سابع ربيع الآخر سنة ثلاث وستين، وخلَّف تسعة عشر ذكرًا: أبغا الذي تمّلك، وأشموط، وتمشين، وتكشي، وأجاي، ويستز، وأحمد، ومنكوتمر، وباكودر، وتُغابي دمر، وأرغون.

وقُتِل أبوه تولي في مصافٍّ بينه وبين جلال الدين سنة ثماني عشرة وست مئة.

قلت استولى على قلعة الألَمُوت، ثم على قزوين، وفِرَبْر، ومَلَك الناحية، وإقليم الروم، ثم قصد العراق وهمَذَان، ومرّ بحُلْوان.

وفي تاسع المحرَّم سنة ست وخمسين وست مئة أحاطوا بجانبي بغداد، فخرج إليهم العسكر مع الدُّوَيدار، فالتقوا بقنطرة الحربيَّة يوم تاسوعاء، فانهزموا، وقُتل خلق من التتار، ثم صاحب المغول، وحالوا بين العسكر وبين البلد، ومزقوهم.

ثم نزلت التتار وراء الجانب الغربي، وعملوا أسوارًا على دجلة، تمنعهم من أهل الجانب الشرقي، ورموا بالنُّشَّاب، فوقع سهم صغير بدار الخلافة، فانزعج المستعصم، ونزل هولاكو تجاه السور في رابع عشر محرم، فشرعوا في حفر خندق عليهم وبناء سور، وقعد الناس على سور البلد في السلاح، ثم دار بهم رَشْقٌ، فلا ينفع نُشّابهم ونُشّاب العدو يُنكي. ثم بَرَزَ الوزير في عدد فمنع الناس من الرمي، وقال: الحال يصلح. فبقي نحو ثلاثة أيام ودخل، ثم رجع يوم سادس عشر وخرج عبد الرّحمن ابن الخليفة، ثم إنَّ الوزير أخرج الخليفة يوم ثامن عشر من المحرَّم والدُّوَيدار


(١) ويقال في اسمه أيضًا: أبغا.

<<  <  ج: ص:  >  >>