وسليمان شاه ثم الأمراء وأحمد ابن الخليفة في ثاني صفر وبُذِلَ السَّيف في البلد في خامس صفر، ودام طوفان الدماء، وقُتل الخليفة يوم رابع عشر صفر، ودفن وعَفَى أثره، وقتل ابنه أحمد وله خمس وعشرون سنة، وابنه عبد الرَّحمن وله ثلاث وعشرون سنة، وسَلِمَ في الأسر ابنه مبارك وبناته فاطمة وخديجة، ومن ثَمَّ بقي يعمل السيف تسعة وثلاثين يومًا.
وللشمس الكوفي:
يا صاحبِي ما احتمالي بعدَ بُعدِهمُ … أشِرْ عليَّ فإنَّ الرأي مشتركُ
أين الذين على كل الورى حَكَموا … أين الذين وَلُوا أين الأُلَى هلكوا
أجابني الطَّلَل ورَبْعُهم الخالي … نعم هاهنا كانوا وقد هلكوا
لا تحسبوا الدمعَ ما في الخدود جرى … وإنما هي رُوح الصّمت تنسبكُ
وسَلِم أهل الكوفة، فإن أعيانهم توصّلوا إلى القان على لسان الحداد التاجر، فسَلِموا، وسلمت البصرة لعدم تمكّن المغل من العبور إليهم، لمكان المد والجزر، وخربت (١) نصارى القرى من القتل، فكان من
(١) هنا كلام غير مفهوم في النسخة المعتمدة في طبعة دار الفكر.