للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وحصن الأكراد، وصَفَد، وأنطاكية، وكَسَر التتار بالأَبُلُسْتَيْن من أرض الروم، ودخل مدينة قيصريّة، وجلس في دَسْت المُلْك وخضعوا له، ثم رجع مؤيَّدًا مظفّرًا، واقتنى من الغلمان الأبطال ما لا يوصف كثرة، وأقام خليفتين: المستنصِر ثم الحاكم، وحجَّ البيت، وأسرع فقدم دمشق، وسار إلى حلب، ثم إلى قلعة البِيرة، ثم كرّ مسرعًا فوافق دخولُه مصر يوم قدوم الرَّكْب المصري، فكذا فليكن العزم.

قال قُطب الدين اليُونِيني (١): كان له عشرة آلاف مملوك، وخلف أولادًا عشرة، الذكور: الملك السعيد، والملك سلامش، والخضر، وتفاصيل أخباره قد ذكرنا منها في حوادث السنين.

قدم دمشق من نَوْبة دخوله الروم فنزل بقصره بدمشق في سابع المحرَّم، ومرض في نصف المحرَّم فتوفي في الثامن والعشرين منه (٢)، ثم حُمِلَ إلى القلعة ليلًا، وغسَّله وصبَّره المِهتار والكمال ابن المَتِّيجي المؤذن والأمير عز الدين الأفرَم، وجُعل في تابوت في بيتٍ بالقلعة، وله نيِّف وخمسون سنة، وذلك في سنة ست وسبعين، ثم عُمِلت له التُّربة وأُنزل إليها، وتملَّك ولدُه السعيد وله ثمان عشرة سنة، ثم خُلِع بعد سنتين وبُعث إلى الكرك فأقام أيامًا ومات . وقيل: إنَّ الظاهر سقى [الملك القاهر عبد الملك ابن السلطان المعظَّم عيسى، ثم قام لحاجة وعادَ] (٣) ونسي أثرَ الكأس وملأَه الساقي، فشرب الملكُ الظاهر فتأثَّر به، والله أعلم.


(١) انظر ذيل مرآة الزمان: ٣/ ٢٤٩ - ٢٥٠، وفيه أن مماليكه كانوا أربعة آلاف، وليس عشرة كما ذكر الذهبي هنا وفي "تاريخ الإسلام".
(٢) من سنة ست وسبعين وست مئة.
(٣) انظر تاريخ الإسلام ترجمة الملك القاهر: ١٥/ ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>