وكان أبوه طبيبًا، وعمُّه من الفضلاء، فاشتغل عليهما، وعلى الشمس الكِيشيِّ، وشرف الدين زكي، وزكي الدين البرشكاني، وقرأ "الوجيز" و "الحاوي" في الفقه على الشيخ الإمام علاء الدين محمد بن أبي بكر الطاووسي القزويني، ورُتِّب طبيبًا في المارستان وهو حَدَث، وسافر إلى النَّصير الطُّوسي ولازمه، فبحث عليه شرحه لـ "الإشارات" و "الرياضي" و"علم الهيئة" وبَرَع.
واجتمع بهولاكو، وأبغا، وقال له أبغا: أنت أفضل تلامذة النَّصير وقد كَبِرَ، فاجتهد حتى لا يفوتَك شيء من علمه. قال: قد فعلتُ وما بقيَ لي حاجة، ثم دخل إلى الروم فأكرمه البَرْواناه، وولّاه قضاء سِيوَاس ومَلَطْية.
وقدم الشامَ رسولًا من الملك أحمد، فلمّا قُتل أحمد ذهب القطب فأكرمه أرغون، ثم سكن تِبْريز مدة وأقرأ المعقولات، وسمع كتاب "شرح السُّنة" من القاضي محيي الدين.
وله كتب منها "غُرَّة التاج" حكمة، و"شرح الأسرار" للسُّهرَوَرْديّ المقتول، وشرح "الكُلّيات" وشرح "مختصر ابن الحاجب".
وكان من أذكياء العصر، وكان ظريفًا مزاحًا، لا يحمل همًّا، وهو بزِيِّ الصُّوفية، وكان يجيد نقل الشطرنج، ويلعب به والخطيب على المنبر وقت اعتكافه!! وكان حليمًا سمحًا، لا يدَّخر شيئًا، بل ينفق على تلامذته ويسعى لهم، وصار له في العام ثلاثون ألف درهم، وقد قصده صفيُّ الدين عبد المؤمن المُطرِب فوصله بألفي درهم، وفي الآخر لازم الإفادة، فدرَّس "الكشّاف" و"القانون" و "الشِّفا" وعلوم الأوائل، نسأل الله ﵎ النجاة.