تفقَّه وشارَكَ في الفضائل، وبَرَعَ في العلم وداخَلَ التتارَ، واتَّصل بالقان أرغون بن أبغا، ثم أنابَ وأقبلَ على شأنه، ومرض زمانًا بتِبْريز، فلمّا عُوفِي تعبَّدَ وتألَّه وعمل الخَلْوة، ثم قَدِمَ بغداد وصحب الشيخَ عبد الرحمن وحجَّ، ثم رَدَّ إلى الوطن بِرًّا بأمِّه، وخرج عن بعض ماله وأسبابه، ثم حجَّ ثلاث مرات، وتردَّد كثيرًا إلى بغداد.
وسمع من: عز الدين الفارُوثي، والرَّشيد بن أبي القاسم، ولبس منه عن السُّهرَوَرْدي
أَخذ عنه: شيخنا صدر الدين إبراهيم ابن حَمَّويه، ونور الدين، وطائفة، وروى عنه سراجُ الدين القزويني المحدِّث، وإمام الدين علي بن المبارِك البَكْري صاحبُنا.
وحدَّث بـ"صحيح مسلم" وبـ"شَرْح السُّنة" للبَغَوي، وبعدَّة كتب ألَّفها وهي كثيرة، قال البكري: لعلها تبلغ ثلاث مئة مصنَّف، منها كتاب "الفلاح" في ثلاث مجلدات و"مصابيح الجِنان" و"مَدارج المَعارج".
وكان إمامًا ربّانيًّا خاشعًا، كثير التلاوة، له وَقْع في النفوس، وكان يَحُطُّ على محيي الدين الطائي وعلى كُتُبه، ويكفِّر ويغضب الله تعالى، وكان مليحَ الشَّكل، حسن الخُلُق، غزير الفُتوَّة، كثير البِرِّ، يحصل له من أملاكه في العام نحوٌ من تسعين ألفًا فينفقها في القُرَب. زاره السلطان أبو سعيد.
تُوفِّي بعد أن أوتر ليلة الجُمُعة في رجب سنة ست وثلاثين بقرية بيابانك، فدُفِن بها.
بَنَى خانقاه للصُّوفية ووَقَفَ عليها، وكان أبوه وعمه من الوزراء.