للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحمد بن أبي علي القُبِّي ابن علي بن أبي بكر ابن الخليفة المُسترشِد بالله العباسي، البغدادي، الحاكمُ بأمر الله، أمير المؤمنين أبو العباس.


= امتدَّت أيامه ثم عهد بالخلافة من بعده لولده المستكفي بالله أبي الربيع، وتوفي في ثامن عشر جمادى الأولى سنة إحدى وسبع مئة بمصر، وكانت خلافته أربعين سنة، ومات في عشر الثمانين.
أجاز له ابن عبد الدائم وابن أبي اليُسر، ولم يحدِّث، وخرَّج له ابن الخبَّاز بخطِّه الوحش وانتخابه العفش أربعين حديثًا بالإجازات، فبعثها للورّاقة.
وكان الحاكم قد نجا وقت كائنة بغداد واختفى، ثم سار مع الزَّين صالح ابن البنّاء والنّجْم ابن المشّاء، وقصدوا أمير خفاجة حسين بن فلاح، وبقوا عنده مدة، ثم إنه توصَّل إلى دمشق وأقام بالبَرّ عند عيسى بن مهنّا، فعرف به صاحبُ الشام الناصر، فطلبه، وجاء هولاكو، واشتغل الناس بما نزل بهم، فلما دخل المظفَّر دمشق بعد وقعة عين جالوت، بعث أميرًا يطلب الحاكم، فاجتمع به، وتابعه، وتسامعت به عرب الشام، فسار ومعه ابن مهنّا وآل فضل وخلق، فافتتح بهم عانة وهِيت والأنبار وحارب القراوول في آخر سنة ثمان وخمسين فهزمهم، وقتل منهم ثمانية مقدَّمين وأزيد من ألف ومئة، وما مات فيها من عسكره سوى ستة، فأقبلت التتار مع قرابُغا، فتحيَّن الحاكم وأقام عند ابن مهنا ثم كاتبه طَيْبَرس نائب دمشق، فقدمها فبعث به إلى مصر وفي صحبته الثلاثة الذين رافقوه من بغداد، فاتفق وصولُ المستنصِر قبله إلى مصر بثلاثة أيام، فخاف الحاكم منه وتنكَّر، ورجع ماشيًا، وصحبه الزين صالح إلى دمشق، فاختبأ بالعُقيبة، ثم قصد سلمية وصحبه جماعة أتراك، فقتلهم قوم ونجا الحاكم، وقصد الأمير التركي يده، وتابعه هو وأهل حلب، وسار إلى حرَّان، فبايعه بنو تيميّة بها، وصار معه نحو الألف من التركمان وبني تيميّة فقصدوا عانةَ، فصادفوا المستنصر الأسود، فعمل عليه المستنصر، واستمال التركمان فخضع الحاكم وبايعه، والتقوا التتار، فانكسر المسلمون وعُدِم المستنصر ونجا الحاكم، فأتى الرحبة، ونزل على ابن مهنّا، فكتب إلى السلطان فيه، فطلبه، فسار إلى القاهرة، فبويع بإمرة المؤمنين في أول سنة إحدى وستين، وأُسكن في برج من قلعة الجبل، وليس له من الأمر شيء قط سوى الدعاء له في الخُطْبة، وطلب له إلى مصر الإمام شرف الدين ابن المَقْدِسي شيخنا فقام معه نحو سنة يفقِّهه ويعلِّمه ويكتِّبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>