والشيخ المَجْد بحَرّان، ومن الحافظ ابن خليل فأكثَرَ، ومن الضِّياء صَقْر وجماعةٍ بحلب، وسمع بالمَعَرَّة ودمشق، ثم طَلَبَ بنفسه في أيام ابن عبد الدائم، وحصَّل أصولاً وأجزاءً، وحَضَرَ المدارس، وحجَّ غير مرة، وشَهِدَ على القضاة.
وكان طيِّب الأخلاق، منطبِعاً، يصحَبَ المولى عز الدين ابن القَلانسي.
وقد خرَّج له ابنُ المُهندِس "عواليَ" سمعناها منه سنة ثمان وتسعين، ثم عَمِلَ له "معجمًا"، فقرأتُه، وسمَّعتُ منه ابنَيَّ، وقد أخذ عنه القاضي عز الدين ابن جَمَاعة وابنه وعدَّةٌ، وتفرَّد بأشياءَ عالية، وكان يسكن بالجبل بناحية الناصرية.
توفِّي في الثاني والعشرين من رمضان سنة خمس وعشرين وسبع مئة بقاسيون.
وفيها مات الشهاب محمود المُنشِئ، والتقي الصائغ شيخ القرّاء، وشهاب الدين أحمد بن محمد ابن العَفيف الحنفي، والمحدِّث نور الدين علي بن جابر الهاشمي، والخطيب القُدْوة الفقيه صدر الدين سليمان بن هلال الجَعبَري الحَوْراني الشافعي، والعَدْل علاء الدين علي ابن النَّصير كاتب الحُكم، وعبد الرحمن بن عبد الوليّ سِبط اليَلْداني، وإمام الدين محمد ابن الشرف عمر ابن خَوَاجا إمام، وقاضي الكرك عز الدين محمد ابن أحمد الأميُوطي، وكبير الأمراء ركن الدين بَيبرس الخَطَائي الدُّوَيدار صاحب "التاريخ"، وقُتل صاحب المدينة منصور بن جماز بن شيحة الحُسيني، والنَّجم عبد الحميد بن سليمان ابن المُقرئ الحنفي بمدرسة البَدْرية، والصَّدر بدر الدين محمد بن أحمد بن العطّار، ورئيس المؤذِّنين