سألت المِزِّيَّ عنه فقال: شيخ جليل قديم المولد، كان يَذكُر أنَّ أباه سفَّره إلى نيسابور مع إخوته، وأنه سمع "الصحيح" من المؤيَّد الطُّوسي، سمعناه منه اعتمادًا على قِيلِه بعد أن سألْنا عنه القاضي شمس الدين بن خلِّكان وغيره فأثنَوْا عليه خيرًا.
وحدَّثني الحافظ أبو محمد البِرْزالي: أنَّ الشيخ فخر الدين بن البخاري حدَّثهم: أنَّ والد القاسم الإربِلي كان تاجرًا فاجتمع بأَبي، وقال: أما تخلِّي ولدَك عليًّا يرحل معنا ويسمع من المؤيَّد الطُّوسي، فلم يفعل أَبي، ثم إنه سافَرَ بابنه.
وحدَّثني ثقةٌ: أن الإربِليَّ قال لهم: كان لي فَوْتٌ في "صحيح مسلم"، فأُعيد بالقَصْد على المؤيَّد. وذكر الإربِلي أنه كان عنده ثَبَتٌ بسماع الكتاب فذهب منه.
قال ابن خَلِّكان: أخبرني غيرَ مرَّة أن مولده سنة أربع وتسعين، وسمع من المؤيَّد الطُّوسي.
وقال شيخُنا ابن أبي الفتح: بَلَغني عن القاضي ابن خلِّكان أنه رأى ثَبَتَ الإربِليِّ بـ "صحيح مسلم".
وقال الشيخ شمس الدين بن أبي عمر: اسمعوا عليه، فسماعُه صحيح.
ثم قال ابن أبي الفتح: سمع "الصحيح" في أواخر سنة عشر وأوائل سنة إحدى عشرة.
قلت: وكان من عدول تحت السّاعات في آخر أمره، حَمِيدَ السِّيرة، ويُعرَف بالمُقرئ بالعادليّة.