للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأبو عبد الله بن الزَّرّاد، وجماعة من الأخيار، وأجاز له أبو حفص بن طَبَرزَد، وطائفة، وكان عالمًا بمذهبه يعمل به، متقيًا لربه، صاحب تعبُّد وأوراد وتهجُّد ومراقبة، يُؤثَر عنه كرامات وإجابة دعوات.

قال النَّجْم بن الخبَّاز في ترجمته التي هي مجلَّدة: كان إذا دعا كان الطلب، يُشهَد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه وتذلُّله وانكساره، وله أدعية تُؤثَر عنه، وكان أمّارًا بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، يروح إلى الأماكن البعيدة بجماعتة فيُنكر ويبدِّد الخمر، رأيت ذلك منه غير مرة، قال: وكان ليس بالأبيض ولا الآدَم، معتدلَ القامة، واسع الجبين، أشقر اللحية، أشهل، مقرون، الحاجبين، أقنى الأنف.

قال الشَّرَف أحمد بن أحمد الفرضي: من عُمري أعرف الشيخَ العزَّ ما له صَبْوة.

وقال آخر: كان الشيخ العزّ إذا رأى أقلَّ الخلق ضحك في وجهه، وبَشَّ به، وتلطَّف به.

قال ابن الخبَّاز: كان يتألَّف الناس ويلطف بالغرباء والمساكين، ويواسيهم في بَليّتهم ويأخذهم إلى منزله، وكان يذمُّ نفسه كثيرًا ويحقرها ويقول: أيش أكون أنا؟ ويقول: يا ويلي من الله.

وقال البدر عليُّ بن أحمد: كان الشيخ العزُّ كثيرَ المعروف، لم يكن في جماعتنا أكثر صدقةً منه، وكان مجتهدًا في طلب العلم، حجَّ مرتين، وزار القدس مرات، وكان يسلِّم على الصغير والكبير، وقد أثنى عليه عدد من العلماء، وكان جوادًا سخيًّا بما يمكنه، .

عاش ستين سنة، وفي ذرّيته علماء ومشايخ، مات في تاسع عشر ربيع

<<  <  ج: ص:  >  >>