عمر الأنصاري القرطبي المالكي المحدِّث المشهور بابن المُزيِّن (١)، نزيل الإسكندرية ومؤلف كتاب "المُفهِم في شرح مسلم"، وقد اختصر "الصحيحين"، وكان بارعًا في الفقه والعربْية، عالمًا بالحديث، مولده في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بقُرطبة، وسمع من علي بن محمد بن حفص اليَحْصُبي بقرطبة، ومن محمد بن عبد الرَّحمن التُّجِيبي بتِلمسان، ومن القاضي أبي محمد بن حَوْط الله، وحدَّث بمصر.
وروي عنه: أبو محمد الدِّمْياطي، والقاضي جمال الدين محمد بن سُومَر المالكي وطائفة، وصنَّف كتاب "كشف القناع عن الوَجْد والسَّماع"، وسمع "الموطأ" سنة ست مئة سماعًا من الشيخ عبد الحق بن محمد بن عبد الحقّ الخَزرَجي: أخبرنا أبي قال: أخبرنا ابن الطَّلّاع بسنده.
وقرأت بخط الإمام أبي حيَّان، قال: أحمد بن إبراهيم بن عمر بن أحمد بن المُزَيِّن؛ صنعة لأبيه، ولد بقرطبة وسمع من عبد الحق - يعني الخزرجي - وأبي جعفر بن يحيى، وأَبي عبد الله التُّجبِيبي، وأخذ نفسه بعلم الكلام، وأنَّ الجوهر الفَرْد لا يقبل الانقسام، وتغلغل في تلك الشِّعاب، ثم نزع إلى علم الحديث وفقهه على تعصُّب، ولم يكن في الحديث بذاك البارع، وله اقتدار على توجيه المعاني بالاحتمال، وهي طريقة زلَّ فيها كثير من العلماء، قال أبو حيان: ذكر هذا ابن مَسْدي في "معجمه".
مات بالثغر في رابع عشر ذي القَعدة سنة ست وخمسين وست مئة، وكان شُروطيًا ومدرِّسًا بالمرزوقية.
(١) انظر: تاريخ الإسلام: ١٤/ ٧٩٥، الوافي بالوفيات: ٧/ ١٧٣.