كان أبوه يُتبرّك به، وهو على طريقة والده في التصلّب والتحرِّي والقوة، وتوفي أبوه سنة خمس وستين.
وتوفي أخوه قاضي القضاة تقي الدين أبو الفرج عبد الرَّحمن بن عبد الوهّاب سنة خمس وتسعين وست مئة.
كان تقي الدين أولًا ناظر الخِزانة، ثم ولي قضاء القضاة، والوزارة، ثم استَعفَى من الوزارة، ودرَّس بمدرسة الشَّافعي وبأماكن، وولي مشيخة المُستَنصرِيَّة، وكان يدري الأصول والعربيّة، وله الخُطَب والنظم والنثر والفصاحة التامّة، وكان شهمًا، مَهيبًا، ماضي الأحكام، جمّ المناقب، من رجال العالَم، امتُحن بابن السَّلْعُوس ثم سَلِمَ منه.
وسكن القَرَافة، وله قصيدة بليغة في النبي ﷺ.
وكان قد تفقَّه بابن عبد السّلام، وحدَّث عن الرشيد العطَّار، ثم أعيد إلى القضاء في سنة ثلاث وتسعين وإلى أن مات، ثم تولّى بعده شيخُنا ابن دَقيق العيد سنة خمس.