الشيخ عن الرُّوح، فلما دخلت عليه قال لي: أنت يا أحمد ما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى قال اقرأ ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ [الإسراء: ٨٥]، وهذا شيء لم يتكلم فيه رسول الله ﷺ، كيف يجوز لنا أن نتكلم فيه، فسألته عن قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٩٨] وقلت: فقد عُبِدَ عيسى، فقال: تفسيرها ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾ [الأنبياء: ١٠١]، فقلت: يا سيدي، أنت تكتب ولا تقرأ، فمن أين لك هذا؟ فقال: يا أحمد، وعزَّةِ المعبود، لقد سمعت الجواب فيها كما سمعتُ سؤالك.
وقيل: همَّ الملك الكامل بزيارة الشيخ، ثم بعث إليه بخمسة عشر ألف درهم، فلم يقبلها وقال: ننفقها في الخير.
وحكى الدَّبَاهي: حدَّثني الفَلَك ابن الحَريمي قال: كنت في أمر ببغداد بالشام فزرتُ ببالس الشيخ أبا بكر، فقال: أهلك سلموا إلّا أخاك، وهم في مكان كذا وكذا وقِبالة الدَّرب الذي هم فيه شجر. فقدمت بغداد، فوجدت الأمر كما أخبرني.
وكان الشيخ يُلزِم أصحابه بقيام الليل ويحثّهم على الاكتساب ويقول: أصل العبادة أكل الحلال والعمل في سُنّة. وكان شديدَ الإنكار على أهل البدع، رجع به في بالس كثيرٌ من الرافضة وصحبوه، واستخرج لأهل البلد نهرًا، وكان يسلّم على من رآه، حتى على الصبيان، وجاءت امرأة فقالت: عندي دابة وما لي من يجرّها فقال هاتي حبلًا، وجاء وربط فيها الحبل ثم جرَّها بنفسه إلى باب البلد.
وكان دأبه جبرَ قلوب الضعفاء، ولا يمكِّن أحدًا من تقبيل يده، ويَقبَل