للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والحارثي، والمِزِّي، وابن نَفِيس، وابن العطَّار، وابن تيميَّة، وابن مسلَّم، والبِرْزالي، والمحدِّث الصَّيرَفي، والشيخ مجد الدِّين بن إسماعيل، والقاضي تقيُّ الدِّين سليمان، وأولاده، وخلقٌ كثير.

وكان كبير الشأن، بعيد الصِّيت منقطع القَرين، له وقعٌ في النفوس، ومحبةٌ في القلوب جميل الصُّورة بهيّأ، وَفُورًا حَسَنَ البِشْر، وافر الجلالة، سريع الحفظ والفهم، بديع الكتابة، كبير القَدْر، كثير التعبُّد والصيام والتهجد والسَّكينة والتودُّد، وحسن الأخلاق، والصفات الحميدة، قلَّ أن ترى العيونُ مثله.

وكان ليس بالطويل، ولا بالضخم، أزهر اللون، مُشرَبًا حُمْرة، واسع الوجه، أزجّ الحاجبين، أقنى (١)، أشهل (٢)، رقيقَ البَشَرة، كَثَّ اللحية، مقتصدًا في ثيابه، صغير العِمامة، مرسِلَ عُذَيْبةٍ بين يديه، يدخل إلى مجلس الحُكم على بهيمة.

وكان يقوم الليل، ويصلي الضُّحى، وبين العشاءين فيقضي ويحكم، فقلَّ ما انتقم لنفسه، وكان يقبل جوائز الدولة ويصرفُها على الفقراء.

حجَّ ثلاث مرات وغزا عدّة غزوات: نوبة صَفَد، ونوبة الشّقيف وحصن الأكراد.

قد جمع الله الألسنةَ على تعظيمه وتوقيره، ولقد جمع له نجم الدِّين بن الخبَّاز "سيرةً" في مئةٍ وخمسين جُزءًا.


(١) القنا في الأنوف: هو ارتفاعٌ في أعلاه بين القَصَبة والمارِن من غير قُبحٍ. "اللسان" (قنو).
(٢) يعني العينين، وهو أن يَشُوب سوادَها زُرقة "اللسان" (شهل).

<<  <  ج: ص:  >  >>