تقي الدين محمود ابن المنصور محمد ابن الملك المظفَّر عمر بن شاهنشاه، الأيُّوبي.
تملَّك وله عشر سنين لأجل أمِّه غازية أخت السلطان الملك الصَّالح نَجْم الدين أيوب، وكان ذا كرم ووُدّ، لكنه غارق في المَلذّات المُردِيَة، وكانت دولته أربعين سنة، وتملَّك بعده ولدُه المظفَّر.
مات سنة ثلاث وثمانين وست مئة في شوَّال بعد تعلُّله بشهرين بحُمّى صَفْراويَّة.
وكان في العام الماضي قد سار إلى مصر فأكرمه السلطان وبالغ، وأركبه بمصر بعصائب السلطنة وبالغاشية، والتمس له حاجة فقال: إن يُعفيني مولانا السلطان من التلقب بالمنصور، فإنه اتُّخِذ لمولانا، فما بقي مسوِّغ لي، فقال: ما تلقَّبتُ بالمنصور إلّا لمحبَّتي فيك، فلا يُغيَّر عنك أبدًا.
وفيها رمى السلطان الملك الصالح علاء الدين علي ابن السلطان بجعًا بجهة العبَّاسَة بالبُندُق، وأرسله لصاحب حماة، فسُرَّ بذلك وبعث له تُحَفًا.
وأعتق المنصور محمّدٌ مماليكه، وتاب إلى الله، وكتب يلتمس من السلطان تقريرَ ولدِه في مملكة حماة، وعاش إحدى وخمسين سنة، فكانت أيامه إحدى وأربعين سنة وخمسة أشهر وأربعة أيام، وجاء الجواب بتولية ابنه المظفَّر، ومنه بعد البسملة: المملوك قلاوون، أعزَّ الله أنصارَ المقام العالي المولوي السلطاني الملكي المنصوري الناصري، ولا عدمه الإسلام، ولا فقدته السيوف والأقلام، وحمي حماه من الآلام.
ذكر هذا المؤيَّدُ ابن أخيه (١) وقال: كان ملكًا ذكيًّا فَطِنًا، محبوب